الأحد 23 جمادى الأولى 1446 - 24 نوفمبر 2024
العربية

ما صحة حديث (من استعان بحولي وقوتي ألنت له الحديد)؟

431920

تاريخ النشر : 13-05-2023

المشاهدات : 21700

السؤال

ما صحة حديث: (من استعان بحولي وقوتي ألنت له الحديد)؟

الجواب

الحمد لله.

هذه العبارة وردت ضمن خبر طويل ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى في "مدارج السالكين" ونسبه إلى "مسند الإمام أحمد"، حيث قال:

" كما في مسند الإمام أحمد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما من يوم إلا والبحر يستأذن ربه: أن يغرق ابن آدم، والملائكة تستأذنه: أن تعاجله وتهلكه، والرب تعالى يقول: دعوا عبدي، فأنا أعلم به، إذ أنشأته من الأرض، إن كان عبدكم فشأنكم به، وإن كان عبدي فمني وإلي، عبدي وعزتي وجلالي إن أتاني ليلا قبلته، وإن أتاني نهارا قبلته، وإن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا، وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإن مشى إلي هرولت إليه، وإن استغفرني غفرت له... ومن تصرف بحولي وقوتي ألنت له الحديد، ومن أراد مرادي أردت ما يريد... " انتهى من "مدارج السالكين" (2/1115).

وهذا الخبر ليس في "المسند" كما نبه إليه محقق الكتاب.

ولم نقف عليه لا في "المسند" ولا في غيره.

وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:

" وذكره ابن القيم أيضا من روايته في "مدارج السالكين" (1 / 432 - 433) بلفظ:

"ما من يوم إلا والبحر يستأذن ربه أن يغرق بني آدم، والملائكة تستأذنه أن تعالجه وتهلكه، والرب تعالى يقول: دعوا عبد ي فأنا أعلم به" الحديث بطوله...

ونقله الشيخ إسماعيل الأنصاري في تعليقه على "الوابل الصيب" (ص 142) دون أي تحقيق أو تعليق.

وفي اعتقادي أن عزوه لأحمد في "المسند" بهذا الطول خطأ، وعليه لوائح الإسرائيليات. والله أعلم " انتهى من "السلسلة الضعيفة" (9/383).

وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية هذه العبارة ضمن منام لأحد الصالحين، حيث قال رحمه الله تعالى:

" حدثني أبي، عن محيي الدين بن النحاس؛ وأظنني سمعتها منه أنه رأى الشيخ عبد القادر في منامه وهو يقول: إخبارا عن الحق تعالى: " من جاءنا تلقيناه من البعيد، ومن تصرف بحولنا ألنا له الحديد، ومن اتبع مرادنا أردنا ما يريد، ومن ترك من أجلنا أعطيناه فوق المزيد ".

قلت: هذا من جهة الرب تبارك وتعالى.

فالأوليان: العبادة والاستعانة. والآخرتان: الطاعة والمعصية.

فالذهاب إلى الله: هي عبادته وحده كما قال تعالى: ( من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ).

والتقرب بحوله: هو الاستعانة والتوكل عليه؛ فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله. وفي الأثر: ( من سره أن يكون أقوى الناس، فليتوكل على الله ). وعن سعيد بن جبير: " التوكل جماع الإيمان "، وقال تعالى: ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ )، وقال: ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ).

وهذا - على أصح القولين - في أن التوكل عليه - بمنزلة الدعاء - على أصح القولين أيضا - سبب لجلب المنافع ودفع المضار ... " انتهى من "مجموع الفتاوى" (10 / 549 – 550).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب