الثلاثاء 10 محرّم 1446 - 16 يوليو 2024
العربية

هل الأفضل أن تسافر من أجل العمل أم تعمل في بيتها عن بعد؟

436263

تاريخ النشر : 26-02-2024

المشاهدات : 598

السؤال

أنوي التقديم على وظيفة لأعمل باحثة في إحدى الجامعات، ويغلب على ظني أنهم سيطالبون بصورة البطاقة، وصورة شخصية، أنا منتقبة، ووالدي ينفق علي، وحالتنا المادية متوسطة، ولكني أريد العمل حتى أوظف ما تعلمته، وأشغل وقتي بما يفيد، ويكون لي مالي الخاص، واشتري به ما قد لا يقدر عليه والدي. فهل يجوز لي أن أرسل لهم صورة البطاقة والصورة الشخصية؟ وهل الحكم يعتمد على كون جهة العمل في بلد مسلم ؟ الجامعة التي أقصدها في الإمارات، ولكن أمامي فرصة أخرى للعمل عن بعد في شركة في دولة غير مسلمة.

الجواب

الحمد لله.

أولا :

إذا كانت المرأة المسلمة في كفاية ، وعندها من ينفق عليها من أب أو زوج أو أخ .. إلخ .

فالأولى لها أن تبقى في بيتها ، ولا تخرج للعمل .

فخروج المرأة للعمل يكون لظرف طارئ ، ليس هو الأمر الطبيعي للمرأة ، بل الأصل أن تبقى في بيتها، امتثالا لأمر الله تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) الأحزاب/33 .

ويقوى ذلك الأصل بما لا يخفى على أحد من مشكلات بيئات العمل المعاصرة، بما فيها من اختلاط بالرجال، في الغالب الأعم منها؛ هذا إن سلمت من إشكالات شرعية أخرى كثيرة، تتعلق بطبيعة العمل، وشروط الالتحاق به، والظروف المحيطة.

ثانيا :

إذا احتاجت المرأة المسلمة إلى العمل من أجل النفقة ، لعدم وجود من ينفق عليها -وللأسف بعد تفكك الأواصر الاجتماعية في كثير من المجتمعات ، صار الأقارب الرجال لا يقومون بما أوجب الله عليهم من رعاية نساء عائلتهن ، كالأخوات والعمات وبنات العم ... ونحوهن-، فاضطرت المرأة للخروج للعمل ، فيجب عليها الالتزام بالضوابط الشرعية لعمل المرأة ، وقد سبق بيانها في جواب السؤال رقم: (106815) .

وفي سبيل هذه الحاجة يجوز للمرأة أن تقدم أوراقها من البطاقة أو الصورة الشخصية ، لأنها لن تتمكن من التقديم لعمل إلا بذلك في الغالب ، فما دامت لها رخصة في العمل ، فلها رخصة في ذلك أيضا .

ولكنها تحاول ألا تقدم صورا شخصية اكتفاء بصورة البطاقة ، إذا كان ذلك ممكنا ، وكثير من جهات العمل تتغاضى عن هذا الطلب .

فإن أصرت جهة العمل على الصورة الشخصية ، فلها الرخصة في تقديمها حينئذ.

ثالثا :

إذا خيرت المرأة بين العمل خارج البيت ، والعمل في بيتها مع بعض المؤسسات أو الشركات عن بعد ، فالخيار الثاني هو الأفضل بلا شك ، وقد يكون هو المتعين ، تجنبا لخروجها ، أو اختلاطها بالرجال ، وحفاظا على خصوصياتها وحيائها.

نسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب