الحمد لله.
الحديث الأول منقول من "تاريخ دمشق" (46 / 249 - 250) لابن عساكر، ورواه الإمام أحمد في "المسند" (32 / 188 - 189)، والطبراني في "مسند الشاميين" (1 / 314 - 315): عن إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَوْهَبٍ الْأَمْلُوكِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: "صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السّكُونِ وَالسَّكَاسِكِ، وَعَلَى خَوْلَانَ خَوْلَانَ الْعَالِيَةِ، وَعَلَى الْأَمْلُوكِ أَمْلُوكِ رَدْمَانِ ".
وهذاالحديث إسناده ضعيف لجهالة عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَوْهَبٍ الْأَمْلُوكِيِّ، كما بيّن ذلك محققو المسند.
وقال الهيثمي رحمه الله تعالى:
" رواه أحمد والطبراني، وفيه عبد الرحمن بن يزيد بن موهب، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات " انتهى من "مجمع الزوائد" (10/45)
وقال البوصيري رحمه الله تعالى:
" رواه أبو يعلى، وأحمد بن حنبل، والطبراني، ورواته ثقات، إلا عبد الرحمن بن يزيد بن موهب فلم أر من ذكره بعدالة ولا جرح " انتهى من "اتحاف الخيرة" (7/332).
وأما الخبر الثاني:
فرواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/266)، قال:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حدثنا أَبُو الْأَسْوَدِ، حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ لَقِيطٍ التُّجْيبِيِّ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي أَوْدٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ قَيْسٍ يُقَالُ لَهُ أَبُو نَجِيحٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ قَبَائِلَ؟
قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ!
قَالَ: السَّكَاسِكُ وَالسُّكُونُ كِنْدَةُ، الْأَمْلُوكِ؛ أمُلُوك رَدْمَانَ، وَفِرَقًا مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ، وَفِرَقًا مِنْ خَوْلَانَ .
والرجل من قيس الذي يقال له أبو نجيح: الظاهر أنه يقصد به عَمْرو بْن عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ راوي الحديث السابق، لأن كنيته أبو نجيح.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
" عمرو بن عبسة ابن عامر بن خالد السّلمي، أبو نجيح: صحابيّ مشهور، أسلم قديما، وهاجر بعد أُحُد، ثم نزل الشام " انتهى من "تقريب التهذيب" (ص 424).
وهو قيسي؛ لأن قبيلة سليم من قيس عيلان.
وإسناد هذا الخبر ضعيف أيضا؛ لضعف ابن لهيعة.
ولجهالة الرجل من بَنِي أَوْدٍ.
فالحاصل: أن الخبرين لا يصحان لأن مدار كل منهما على مجهول، ولا يصح شي في فضل خولان، وإنما صحت أحاديث في فضل اليمن عمومًا.
والله أعلم.
تعليق