الأحد 23 جمادى الأولى 1446 - 24 نوفمبر 2024
العربية

هل صح حديث في فضل (خولان)؟

437563

تاريخ النشر : 16-02-2023

المشاهدات : 12520

السؤال

ما صحة هذين الحديثين، مع التوضيح؟ جاء في "فضل خولان" عن عمر بن عبسة رضي الله عنه قال: " صلى رسول الله ﷺ على السكون والسكاسك وعلى خولان"، زاد ابو يعلى : "... خولان العالية، وعلى الملوك، ملوك ردمان"، ولعله يكون في مسند أحمد، وفي رواية أخرى عن أبي نجيح رضي الله عنه قال : أن رسول الله ﷺ قال: (ٲلا اخبركم بخير قبائل؟) قلنا : بلى يارسول الله قال: ( السكاسك، والسكون كندة، والملوك، ملوك ردمان، وفرقا من الأشعريين، وفرقا من خولان).

الجواب

الحمد لله.

الحديث الأول منقول من "تاريخ دمشق" (46 / 249 - 250) لابن عساكر، ورواه الإمام أحمد في "المسند" (32 / 188 - 189)، والطبراني في "مسند الشاميين" (1 / 314 - 315): عن إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاشٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَوْهَبٍ الْأَمْلُوكِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ: "صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السّكُونِ وَالسَّكَاسِكِ، وَعَلَى خَوْلَانَ خَوْلَانَ الْعَالِيَةِ، وَعَلَى الْأَمْلُوكِ أَمْلُوكِ رَدْمَانِ ".

والسكون، والسكاسك، وخولان، وأملوك ردمان:  كلها من قبائل وبطون العرب في اليمن.

وهذاالحديث إسناده ضعيف لجهالة عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَوْهَبٍ الْأَمْلُوكِيِّ، كما بيّن ذلك محققو المسند.

وقال الهيثمي رحمه الله تعالى:

" رواه أحمد والطبراني، وفيه عبد الرحمن بن يزيد بن موهب، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات " انتهى من "مجمع الزوائد" (10/45)

وقال البوصيري رحمه الله تعالى:

" رواه أبو يعلى، وأحمد بن حنبل، والطبراني، ورواته ثقات، إلا عبد الرحمن بن يزيد بن موهب فلم أر من ذكره بعدالة ولا جرح " انتهى من "اتحاف الخيرة" (7/332).

وأما الخبر الثاني:

فرواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/266)، قال:

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حدثنا أَبُو الْأَسْوَدِ، حدثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ لَقِيطٍ التُّجْيبِيِّ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي أَوْدٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ قَيْسٍ يُقَالُ لَهُ أَبُو نَجِيحٍ حَدَّثَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ قَبَائِلَ؟

قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ!

قَالَ: السَّكَاسِكُ وَالسُّكُونُ كِنْدَةُ، الْأَمْلُوكِ؛ أمُلُوك رَدْمَانَ، وَفِرَقًا مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ، وَفِرَقًا مِنْ خَوْلَانَ .

والرجل من قيس الذي يقال له أبو نجيح: الظاهر أنه يقصد به عَمْرو بْن عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ راوي الحديث السابق، لأن كنيته أبو نجيح.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" عمرو بن عبسة ابن عامر بن خالد السّلمي، أبو نجيح: صحابيّ مشهور، أسلم قديما، وهاجر بعد أُحُد، ثم نزل الشام " انتهى من "تقريب التهذيب" (ص 424).

وهو قيسي؛ لأن قبيلة سليم من قيس عيلان.

وإسناد هذا الخبر ضعيف أيضا؛ لضعف ابن لهيعة.

ولجهالة الرجل من بَنِي أَوْدٍ.

فالحاصل: أن الخبرين لا يصحان لأن مدار كل منهما على مجهول، ولا يصح شي في فضل خولان، وإنما صحت أحاديث في فضل اليمن عمومًا.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب