الحمد لله.
لا ننصحك بترك والديك ، ولا نقول لك : اترك زوجتك .
والزوجة التي تضع زوجها بين هذين الخيارين : مخطئة ، لأنه إذا حصل الطلاق فقد خسرت خسارة كبيرة قد لا تستطيع تعويضها بحال ، وقد تسببت في خسارة الأولاد أيضا .
وإذا لم يحصل الطلاق تسببت في بعد زوجها عن والديه مع حاجتهما إليه ، وهذا عقوق ، يمنعه من دخول الجنة .
ولذلك نؤكد عليك ألا تترك والديك ، فهم كبيران في السن ، ووالدتك مريضة ، تحتاج إلى من يخدمها ، وماذا لو ابتعدت عنهما ثم زاد المرض على والدتك ؟ أو احتاجتك ؟ أو مرض والدك ؟
نسأل الله لهما الصحة والعافية .
وقد أوصى الله الولد بالأبوين عمومًا ، وفي حال كبر سنهما خصوصا ، لأنه حال يحتاجان فيها إلى رعاية خاصة ، ومعاملة خاصة ، قال الله تعالى: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرا .
فكيف تترك والديك ولا خادم لهما إلا أنت ، وهذا باب عظيم من أبواب الجنة ، فكيف تتركه وتبتعد عنهما ؟
أما زوجتك ؛ فحاول التفاهم معها ، وأنها تضعك أمام خيارين أحلاهما مر ، وأن ترك والديك لا يمكنك أن تفكر فيه أبدا ، وأدخل عقلاء أهلها في حل المشكلة ، وتلطف معها ، وكافئها ، وأحسن إليها بالفعل والقول دائما ، حتى ترضى وتوافقك ، ولا تكلفها ما لا يلزمها شرعا ، كخدمة والديك ، فإن فعلت ذلك شكرت إحسانها ، وإن امتنعت لم تعنفها لأنه لا يلزمها شرعا .
ينظر جواب السؤال رقم (120282) .
ويمكنك أن تؤجل معها المشكلة مدة بعيدة ، فتقول لها مثلا : دعينا ستة أشهر ، أو سنة ، ثم نعيد التفكير في هذا الموضوع ، وحاول خلال هذه المدة أن ترضيها ما استطعت حتى تتجاوز تلك المشكلة .
نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالكم .
والله أعلم .
تعليق