الحمد لله.
أولا :
إذا كان أبوك ينفق عليك ما يكفيك من النفقة الواجبة، من الطعام والشراب والسكن واللباس والعلاج والتعليم، فلا يجوز لك أن تأخذ من ماله شيئا أكثر من ذلك إلا بعلمه ورضاه.
أما الكذب عليه من أجل الحصول على مزيد من المال ، فذلك يوقعك في أمرين محرمين، وهما: الكذب، وأكل المال الحرام.
وكلاهما من الذنوب التي تهلك صاحبها .
أما الكذب فقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا رواه مسلم (4721) .
وأما أكل المال الحرام ، فقد قال فيه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا رواه البخاري (67)، ومسلم (1679) .
والنبي صلى الله عليه وسلم إنما رخص لهند امرأة أبي سفيان أن تأخذ من ماله بدون علمه قدر كفايتها ، حين قالت له : إنه لا يعطيها من النفقة ما يكفيها ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : خذي ما يكفيكِ وولدَكِ بالمعروف رواه البخاري ( 5049 )، ومسلم ( 1714 ).
فدل ذلك على أنه إذا كان يعطيها ما يكفيها، فلا يجوز لها الأخذ من ماله بدون علمه .
ثانيا :
إذا كان والدك ينفق عليك ويغنيك عن العمل: فإن هذه نعمة من نعم الله تعالى عليك؛ فارعها واحفظها حتى يزيدك الله نعما ، قال الله تعالى: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ إبراهيم/7.
وماذا عساك أن تعمل وأنت في هذه السن ؟
لن تجد عملا إلا عملا مرهقا بدنيا ، وقد يكون فيه شيء من الإهانة ؛ ثم تضيع بذلك العمل ، غير الملائم غالبا ، قليل الجدوى ؛ مصالح عظيمة ربما يترتب عليها مستقبل أمرك كله.
فنحن نوافق والدك ، ونشد على يديك أن تترك التفكير في العمل، وتهتم بمذاكرتك، فإن ذلك خير لك من العمل في هذه المرحلة من مراحل عمرك.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.
والله أعلم .
تعليق