السبت 22 جمادى الأولى 1446 - 23 نوفمبر 2024
العربية

هل استجاب الله كل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء؟

493440

تاريخ النشر : 17-03-2024

المشاهدات : 2244

السؤال

قرأت في موقع أن الله تبارك وتعالى أغاث الناس في كل مرة دعا لهم الرسول صلى الله عليه وسلم دعاء الاستسقاء، فهل هذا الخبر صحيح مع الدليل؟

الجواب

الحمد لله.

تنوعت صفة الدعاء للاستسقاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، فمنها ما كان في صلاة الاستسقاء، ومنها ما كان في خطبة الجمعة كما سيأتي. وظاهر النصوص تدل على أنه استجيب للنبي صلى الله عليه وسلم في كل دعاء استسقاء.
فعنْ أَنَسٍ: " أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ـ رضى الله عنه ـ كَانَ إِذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا‏.‏ قَالَ فَيُسْقَوْنَ" رواه البخاري (964).

فقول عمر "كنا نتوسل إليك بنيبنا فتسقينا": ظاهره أنه ما دعا النبي صلى الله عليه وسلم للاستسقاء إلا استجيب له.
وقد ثبت في السنة إجابة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء، في وقائع مفصلة بعينه؛ فمنها:

 عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: " أَنَّ رَجُلاً، دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ مِنْ بَابٍ كَانَ نَحْوَ دَارِ الْقَضَاءِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا. فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:  ( اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا )‏‏.‏

قَالَ أَنَسٌ: وَلاَ وَاللَّهِ مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ، وَلاَ قَزَعَةً، وَمَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ سَلْعٍ مِنْ بَيْتٍ وَلاَ دَارٍ‏.‏ قَالَ فَطَلَعَتْ مِنْ وَرَائِهِ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ، فَلاَ وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتًّا" رواه البخاري (968).

ومن ذلك أيضا: حديث عائشة في خروج النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة الاستسقاء، قالت: ( ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ فِي الرَّفْعِ حَتَّى بَدَا بَيَاضُ إِبِطَيْهِ، ثُمَّ حَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ، وَقَلَبَ، أَوْ حَوَّلَ رِدَاءَهُ، وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ وَنَزَلَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ.

فَأَنْشَأَ اللَّهُ سَحَابَةً، ‌فَرَعَدَتْ وَبَرَقَتْ، ثُمَّ أَمْطَرَتْ بِإِذْنِ اللَّهِ، فَلَمْ يَأْتِ مَسْجِدَهُ حَتَّى سَالَتِ السُّيُولُ، فَلَمَّا رَأَى سُرْعَتَهُمْ إِلَى الْكِنِّ، ضَحِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، فَقَالَ: (أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ). رواه أبو داود (1173) وحسنه الالباني.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب