الحمد لله.
لا شك أنّ هذا السلوك تقليد للغرب الذي يخالفنا ونخالفه في القيم الأخلاقية، فضلاً عن الضوابط الشرعية.
ولا يخفى أنّ الشرع قد وضع ضوابط للعلاقة بين الجنسين، وسد أبواب الفتنة بين الرجل والمرأة، ومنع الوسائل المفضية إلى الانزلاق في المحاذير الشرعية في العلاقة بين الجنسين، فأمرت الشريعة بالحجاب وحرمت الاختلاط، والخضوع بالقول أمام الرجال الأجانب.
قال القرافي رحمه الله:"سَدُّ الذَّرَائِعِ، وَمَعْنَاهُ: حَسْمُ مَادَّةِ وَسَائِلِ الْفَسَادِ؛ دَفْعًا لَهَا، فَمَتَى كَانَ الْفِعْلُ السَّالِمُ عَنْ الْمَفْسَدَةِ، وَسِيلَةً لِلْمَفْسَدَةِ: مَنَعَ الإمام مَالِكٌ مِنْ ذَلِكَ الْفِعْلِ " انتهى من " الفروق" (2/32).
وقال شيخ الإسلام رحمه الله": الذَّرِيعَةَ إلَى الْفَسَادِ يَجِبُ سَدُّهَا، إذَا لَمْ يُعَارِضْهَا مَصْلَحَةٌ رَاجِحَةٌ، وَلِهَذَا كَانَ النَّظَرُ الَّذِي يُفْضِي إلَى الْفِتْنَةِ مُحَرَّمًا، إلَّا إذَا كَانَ لِمَصْلَحَةٍ رَاجِحَةٍ، مِثْلُ نَظَرِ الْخَاطِبِ، وَالطَّبِيبِ، وَغَيْرِهِمَا، فَإِنَّهُ يُبَاحُ النَّظَرُ لِلْحَاجَةِ، لَكِنْ مَعَ عَدَمِ الشَّهْوَة" انتهى من " الفتاوى الكبرى" (1/287).
وقال الطاهر بن عاشور -رحمه الله في تفسير قوله تعالى: (وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ) النور/ 31 ، قال : "وهذا يقتضي النهي عن كل ما من شأنه أن يذكر الرجل بلهو النساء ويثير منه إليهن من كل ما يرى أو يسمع من زينة أو حركة" انتهى من "التحرير والتنوير" (18/ 213).
وكم فتحت هذه الدفاتر، وما يكتب فيها في مراحل التعليم الثانوي والجامعي، من باب شر في المدارس والجامعات المختلطة.
والفتاة التي تراقب الله في سلوكها وأخلاقها لا تفعل مثل هذا الفعل، ويكفيها صديقاتها المقربات وما يبقين لها من ذكرى جميلة أو نصيحة نافعة.
والله أعلم.
تعليق