أولا:
هذا القول لم نقف على ما يدل على نسبته إلى علي رضي الله عنه.
وأما الشطر الأول منه فهو ثابت من حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
روى الإمام البخاري (6416) : عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، قالَ: حدَّثني مُجَاهِدٌ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْكِبِي فَقالَ: كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ.
ثانيا:
لا يجوز لمسلم أن ينشر عبارة وينسبها إلى شخص، وهو لا يعلم أنه قالها، فهذا ضرب من الكذب والقول بغير علم.
قال الله تعالى: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا الإسراء (36).
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى:
" نهى جل وعلا في هذه الآية الكريمة عن اتباع الإنسان ما ليس له به علم، ويشمل ذلك قوله: رأيت، ولم ير. وسمعت، ولم يسمع، وعلمت، ولم يعلم. ويدخل فيه كل قول بلا علم، وأن يعمل الإنسان بما لا يعلم، وقد أشار جل وعلا إلى هذا المعنى في آيات أخر " انتهى. "أضواء البيان" (3 / 682).
وأقل ما على الناقل في ذلك: أن يعلم أن القول المذكور، وما يشبهه قد تداوله أهل العلم في تصانيفهم، أو ذكره الثقات المتثبتون، العالمون بالنقل وأحواله، منهم؛ غير منكرين له.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله:
«والعلم: يحتاج إلى نقل مصدَّق، ونظر محقق.
والمنقول عن السلف والعلماء: يحتاج إلى معرفة بثبوت لفظه، ومعرفة دلالته؛ كما يحتاج إلى ذلك المنقول عن الله ورسوله». انتهى، من "مجموع الفتاوى" (1/ 246).
الخلاصة:
هذه الجمل لم يرد ما يدل على صحة نسبتها إلى علي رضي الله عنه، فلا يجوز أن تنشرها منسوبة إليه بغير علم، فهذا نوع من الكذب.
و مادام معناها جميلا لا محذور فيه ، فلا بأس من نشرها دون نسبتها إلى قائل، كأن تقول يقال كذا ونحو هذا.
والله أعلم.