الحمد لله.
أولاً :
أخي السائل ؛ اعلم أنك لن تستطيع أن تعيش عمرك من غير ذنوب وخطايا ، فهذه طبيعة البشر ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل بني آدم خطَّاء وخير الخطائين التوابون ) رواه الترمذي ( 2499 ) وابن ماجه ( 4251 ) وحسنه الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي " ، وهذا الحديث يدل بوضوح أن الإنسان لا بد له أن يذنب ويقع منه الذنب ، ولكن المهم بعد الذنب ما موقفه من ذنبه ؟ فالمؤمن يتوب إلى الله من كل ذنوبه فيقلع عنها ويستغفر الله كلما وقعت منه المعصية ويندم على فعلها ويعزم عزيمة صادقة على عدم الرجوع إليها ، فإن فعلت ذلك فاعلم أن الله غفور رحيم يغفر الذنوب جميعها للمؤمن الصالح الذي يتوب التوبة الصادقة ويعترف بالذنب مع الذل والانكسار لله عز وجل ، قال الله تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر/53 .
والذنب الذي اقترفته ليس هو الزنى بزوجتك ! وإنما هو تقبيلها أمام الناس ، لأنه ليس هناك زنى بالزوجة ، وإنما الزنى يكون بامرأة لا يحل للرجل مباشرتها ، أما الزوجة فمباشرتها حلال .
ولا يجوز للرجل ولا للمرأة أن يتحدثوا لأحد عما يحصل بينهم في الفراش مما لا ينبغي أن يطلع عليه غيرهما ، لما يفضي إليه ذلك من المفاسد والفتن وفتح باب الشيطان ، وهذا فيمن تحدث يصف فعله مع زوجته فكيف بمن فعل أمام الناس حتى شاهدوه ؟!
وقد أفتى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله في فتاويه (10/277) بأن تقبيل الزوجة أمام الناس لا يجوز .
ثانياً :
أما عن كفارة هذه الخطيئة فلا كفارة لها إلا التوبة الصادقة والعزم الأكيد على عدم الرجوع لهذا الذنب والندم الحقيقي على ارتكابه .
وأما عن الاعتراف لوالديكم فلا حاجة إليه ، فالذنب الذي اقترفته هو بحق الله عز وجل ، فالاعتراف به يكون لله ، وبينك وبين الله ولا تخبر به أحداً ، ولكن اصدق في التوبة مع الله يغفر الله لك ، والله غفور رحيم .
وكون زوجتك هي التي أمرتك بهذا الفعل لا يدل على أنها امرأة غير صالحة أو أنها لا تخاف الله ، فأنت أيضاً وافقتها على هذا ، ولم تمتنع حتى مع رؤية رجل لكما . فينبغي أن تحمِّل نفسك أيضاً مسئولية فعلك هذا .
ونرجو الاطلاع على السؤالين ( 6103) و ( 31773 ) .
وفقكم الله لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
تعليق