الحمد لله.
المشروع لمن نسي التسمية في أول الطعام أن يقول حين يذكرها ( بسم الله أَوَّلَه وآخرَه ) أو يقول ( بسم الله في أوَّلِه وآخرِه )
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُم فَليَذكُرِ اسمَ اللَّهِ تَعَالَى فِي أَوَّلِهِ ، فَإِن نَسِيَ أَن يَذكُرَ اسمَ اللَّهِ تَعَالَى فِي أَوَّلِهِ فَليَقُل : بِسمِ اللَّهِ فِي أَوَّلَهُ وَآخِرَه ) رواه الترمذي (1857) وقال : حسن صحيح .
وقوله : ( فإن نسي أن يذكر الله في أوله ، فليقل.. ) شامل لمن تذكر التسمية أثناء الطعام ، أو آخره ، أو بعد الفراغ منه بالزمن اليسير ، لعموم مفهوم الحديث .
قال في كشاف القناع (5/173) : " وظاهره ولو بعد فراغه من الأكل " .
وجاء في مغني المحتاج (4/411) :
" فإن تركها ( أي التسمية ) في أوله أتى بها في أثنائه ، فإن تركها في أثنائه أتى بها في آخره " انتهى .
وقال في نهاية المحتاج (1/184) :
" لا يأتي بها ( أي التسمية ) بعد فراغ وضوئه ، بخلاف الأكل فإنه يأتي بها بعده " انتهى .
قال في الحاشية على نهاية المحتاج :
" محله إذا قَصُرَ الفصل ، بحيث يُنسَبُ إليه عُرفًا " انتهى .
وقد دل الحديث أيضا على أن قول ( بسم الله في أوله وآخره ) يقوم مقام التسمية في البداية ، ويكتب للمسلم أجر الاستعانة بالله في أول الطعام ، تكرما وتفضلا منه سبحانه وتعالى .
يقول المناوي في "فيض القدير" (1/296) :
" لا يقال كيف تَصدُقُ الاستعانة ببسم الله في الأول ، وقد خلا الأول عنها ؟!
لأنَّا نقول : الشرع جعله إنشاء استعانةٍ في أوله ، وليس هذا إخبارا حتى يُكَذَّبَ ، وبه يصير المتكلم مستعينا في أوله ، ويترتَّبُ عليه ما يترتب على الاستعانة في أوله " انتهى .
كما أن السنة لمن فرغ من طعامه أن يحمد الله تعالى عليه بأنواع من الحمد ، منها :
عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال :
( الحَمْدُ لِلَّهِ حَمدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ، غَيرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُستَغْنًى عَنْهُ رَبَُّنَا )
رواه البخاري (5458)
فمن نسي التسمية في أول الطعام ، ثم ذكرها حين فرغ منه ، فيستحب له أن يقول ( بسم الله في أوله وآخره ) ثم يحمد الله تعالى ، ويكون بذلك قد عمل بالحديثين ، وامتثل ما أمره به النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا تعارض في الجمع بين الذكرين بعد الفراغ من الطعام ، كما يظهر أنه لو قدم الحمد على قوله ( بسم الله في أوله وآخره ) فلا حرج عليه إن شاء الله ؛ لأن المقصود هو تحقيق الذِّكرَين : التسمية والحمد ، فلا يضره بأيهما بدأ .
والله أعلم .
تعليق