الحمد لله.
أولا :
الإفرازات المستمرة التي تخرج من المرأة ، طاهرة على الراجح من قولي العلماء ، لكنها تنقض الوضوء ، وتعامل صاحبتها معاملة من به سلس بول ، فتتوضأ لكل صلاة ، وتصلي ما شاءت من الفرض والنفل . وتفصيل ذلك تجدينه في جواب السؤال رقم (50404)
ثانيا :
تعرف المرأة الطهر بإحدى علامتين :
الأولى : نزول القصة البيضاء .
والثانية : حصول الجفاف التام ، بحيث لو احتشت بقطنة خرجت نظيفة ، ليس عليها أثر من دم أو صفرة أو كدرة .
وقال الباجي في "المنتقى" : " وَالْمُعْتَادُ فِي الطُّهْرِ أَمْرَانِ : الْقَصَّةُ الْبَيْضَاءُ ، وَهِيَ مَاءٌ أَبْيَضُ .
وَالْأَمْرُ الثَّانِي : الْجُفُوفُ ، وَهُوَ أَنْ تُدْخِلَ الْمَرْأَةُ الْقُطْنَ أَوْ الْخِرْقَةَ فِي قُبُلِهَا فَيَخْرُجَ ذَلِكَ جَافًّا لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ دَمٍ ، وَعَادَةُ النِّسَاءِ تَخْتَلِفُ فِي ذَلِكَ ، فَمِنْهُنَّ مَنْ عَادَتُهَا أَنْ تَرَى الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءَ ، وَمِنْهُنَّ مَنْ عَادَتُهَا أَنْ تَرَى الْجَفَافَ " انتهى باختصار .
ثالثا :
الصفرة أو الكدرة إذا اتصلت بالحيض فهي من الحيض ، وإذا جاءت بعد تحقق الطهر ، فلا يلتفت لها .
قال البخاري رحمه الله في صحيحه : " بَاب إِقْبَالِ الْمَحِيضِ وَإِدْبَارِهِ وَكُنَّ نِسَاءٌ يَبْعَثْنَ إِلَى عَائِشَةَ بِالدُّرَجَةِ فِيهَا الْكُرْسُفُ فِيهِ الصُّفْرَةُ فَتَقُولُ لَا تَعْجَلْنَ حَتَّى تَرَيْنَ الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءَ تُرِيدُ بِذَلِكَ الطُّهْرَ مِنْ الْحَيْضَةِ ".
والدُّرْجة : هو الوعاء التي تضع المرأة طيبها ومتاعها ، والكرسف : القطن ، والصفرة : الماء الأصفر .
ودم الحيض غالبا ما يتغير لونه في آخر مدة الحيض ، فيخف لونه ، وقد تتبعه صفرة أو كدرة . وأثر عائشة رضي الله عنها يشير إلى هذا ، ويدل على أن الصفرة المتصلة بالحيض تعد حيضا .
والأصل أن تعتبري هذه الصفرة من الحيض ، لا من الإفرازات ، ما دمت لم تتحققي من علامة الطهر ، لا سيما وأنت ترين الكدرة بعد اغتسالك ، فهذا مما يرجح أنها من الحيض .
وأما إذا تحقق الطهر بنزول القصة البيضاء أو بالنقاء التام ، فإنه لا يلتفت إلى الصفرة والكدرة حينئذ ، وهذا ما دل عليه قول أم عطية رضي الله عنها: ( كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئا ) رواه البخاري (320) وأبو داود (307) واللفظ له .
وانظري السؤال رقم (5595) ورقم (50059)
والله أعلم .
تعليق