الحمد لله.
ليس صحيحاً ما قرأته من عدم جواز الزيادة على صيام ثلاثة أيام ، أو أن تصوم صوم داود عليه السلام ، بل الأمر واسع ، فلك أن تصوم أقل من ثلاثة أيام أو أكثر ، وهذه بعض الأحاديث في هذا الموضوع :
1. عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صومه قال : فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عمر رضي الله عنه : رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وببيعتنا بيعة ، قال : فسئل عن صيام الدهر ، فقال : لا صام ولا أفطر - أو ما صام وما أفطر - قال : فسئل عن صوم يومين وإفطار يوم ، قال : ومن يطيق ذلك ؟ قال : وسئل عن صوم يوم وإفطار يومين ، قال : ليت أن الله قوَّانا لذلك ، قال : وسئل عن صوم يوم وإفطار يوم ، قال : ذاك صوم أخي داود عليه السلام ، قال : وسئل عن صوم يوم الاثنين ، قال : ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت – أو أنزل علي فيه – قال : فقال صوم ثلاثة من كل شهر ورمضان إلى رمضان : صوم الدهر ، قال: وسئل عن صوم يوم عرفة ، فقال : يكفِّر السنة الماضية والباقية ، قال : وسئل عن صوم يوم عاشوراء، فقال : يكفِّر السنة الماضية . رواه مسلم ( 1162 ) .
وواضح في الحديث الترغيب في الصوم : سواءً كان يوماً في السنة أو يومين ، أو يوماً في الأسبوع ، أو ثلاثة أيام في الشهر ، أو صيام يوم وإفطار يومين أو العكس ، أو صوم يوم وإفطار يوم ، وكل ذلك واسع .
2. عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مَن صام رمضان ثم أتبعه ستّاً من شوال كان كصيام الدهر " . رواه مسلم ( 1164 ) .
وهذا دليل على خطأ ما قرأه السائل ، فهذا ترغيب في صوم ستة أيام في شهر واحد .
3. عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم ، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان . رواه البخاري ( 1868 ) ومسلم ( 1156 ) .
والحديث واضح الدلالة أيضاً على عدم تحديد الصوم بعدد معين من الأيام .
والله اعلم .
تعليق