الحمد لله.
أولا :
كراهتك للربا ، ورفضك الزواج ممن تعامل به ، أمر يحمد لك ، وتشكرين عليك ، ونسأل الله أن يزيدك إيمانا وعلما وتقى .
ثانيا :
الاقتراض بالربا محرم تحريما شديدا ، لما جاء في الربا من الوعيد ، كما في قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ ) البقرة/278 ، 279.
وما روى مسلم (1598) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ ، وَقَالَ : هُمْ سَوَاءٌ .
وهذا الاقتراض محرم ، ولو كان لشراء منزل للسكنى ، وانظري جواب السؤال رقم (21914) و (22905).
ثانيا :
إذا كان هذا الشاب مرضي الدين والخلق ، فاستخيري الله تعالى واقبلي الزواج منه ، ولا إثم عليك في ذلك ، فإنه لا تزر وازرة وزر أخرى ، وأما هو فعليه أن يتوب إلى الله تعالى ، وأن يعزم على عدم العود إلى ذلك مستقبلا ، ونرجو أن يعفو الله عنه ؛ لأن أقدم على هذا العمل اعتمادا على قول العديد من العلماء ، كما ذكرت ، والصواب هو ما ذكرناه ، وشراء البيت ليس ضرورة تبيح الربا ، فإن الحاجة إلى المسكن تندفع بغير ذلك ، كأن يكتفي باستئجار منزل مناسب .
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
تعليق