الحمد لله.
نشكر لك حرصك على الاهتمام بتربية أولادك ، وهذا أمرٌ قد فرَّط فيه كثيرون ، مع وجود الأوامر في القرآن والسنَّة بوجوب وقاية النفس والأهل النار ، وبوجوب إحاطتهم بالنصح ، ورعايتهم والعناية بأحوالهم الدينية ، كالأمر بالصلاة ، والتفريق بينهم في المضاجع .
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم/6 .
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ : الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا ) .
رواه البخاري ( 853 ) ومسلم ( 1829 ) .
عَن مَعْقِل بْنِ يَسَارٍ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ) .
رواه البخاري ( 6731 ) .
وانتباهك لحركة ولدك يدل على حرصك على تعويده على صفات الخير ، وتجنب الصفات السيئة ، وهو أمرٌ طيب ، ومع أن سن ابنك الذي أشرت إليه ـ أربع سنوات ـ لا يكون النشاط الجنسي قد ظهر لدى معظم الأطفال ؛ فقد " دلت بعض البحوث إلى أنه يمكن أن يكون لدى بعض الأطفال نشاط جنسي قبل البلوغ ، يتمثل في اللعب والعبث بالأعضاء التناسلية بغية الاستمتاع ... ، ويرى بعض المهتمين بالتربية أن ممارسة هذه العادة تبدأ في سن التاسعة عند عشرة بالمائة من الأولاد ، ويرى البعض الآخر أنها تبدأ في الفترة من سنتين إلى ست سنوات" [ انظر : عدنان صالح باحارث : مسؤولية الأب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة ، ص ( 468) ] .
" وكثيرا ما يشاهد الولد في هذا السن واضعا إحدى يديه على عضوه التناسلي ، دون انتباه منه ؛ فإذا نُبُّه انتبه ورفع يده .
ويعود السبب في ذلك ، في بعض الحالات ، إلى وجود حكة ، أو التهاب في ذلك الموضع ، من جراء التنظيف الشديد من قِبَل الأم ، أو ربما كان سبب الالتهاب هو : إهمال تنظيف الولد من الفضلات الخارجة من السبيلين .
ومن أسباب اهتمام الولد بفرجه : إعطاؤه فرصة للعب بأعضائه عن طريق تركه عاريا لفترة طويلة ؛ فإنه ينشغل بالنظر إليها والعبث بها ، والمفروض تعويده على الستر منذ حداثته ، وتنفيره من التعري .
وإذا شوهد الولد واضعا يده على فرجه ، صُرِف اهتمامه إلى غير ذلك ؛ كأن يعطى لعبة ، أو قطعة من البسكويت ، أو احتضانه وتقبيله .
والمقصود هو صرفه عن هذه العادة بوسيلة سهلة ميسرة ، دون ضجيج . ولا ينبغي زجره وتعنيفه ؛ فإن ذلك يثير فيه مزيدا من الرغبة في اكتشاف تلك المنطقة ، ومعرفة سبب منع اللعب بها .
ولا بأس أن يُسأل الولد عما إذا كانت هناك حكة ، أو ألم في تلك المنطقة يدفعه للعبث بنفسه "
المرجع السابق ، ص ( 472) .
وبالنسبة لأمر ابنك خاصة : فنرى أن تتأكدي من أن ملابسه ، أو بدنه ليس فيه مشكلة تدعوه لذلك الأمر ، وحاولي أن تلبسيه لباساً داخليّاً فضفاضاً ، وأن لا تبقيه بسرواله الخارجي فقط .
وعلى كل حال :
فنحن نوصي الآباء والأمهات بضرورة تعويد أولادهم على الستر والحياء ، وعدم تمكينهم من اللباس القصير سواء للذكور أو الإناث ، وأن يعوَّدوا على الملابس الساترة في صغرهم ، حتى ينشأ الواحد فيهم على العفاف والفضيلة .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
" من المعلوم أن الإنسان يتأثر بالشيء في صغره ، ويبقى متأثراً به بعد الكبر ، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نأمر الصبيان بالصلاة لسبع سنين ، ونضربهم عليها لعشر ؛ ليتعودوا ، والطفل على ما اعتاد .. "
" اللقاء الشهري " ( 66 / السؤال رقم 9 ) .
وانظر جواب السؤالين : ( 43485 ) و ( 9909 ) .
والله أعلم
تعليق