الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

مسؤولية الزوج تجاه زوجته وأولاده

السؤال

بالنسبة إلى الزوج ، وهو : " راعٍ في أهله ومسئول عن رعيته " ، ما هو مستوى العلم والتدين الذي يجب أن يكون عليه ؟ هل مثلاً إذا أتت الزوجة أو الأبناء أمراً منهيّاً عنه شرعاً يكون الزوج آثماً مستحقاً لعقاب الله لتضييعه الأمانة ، وعدم نصحه لهم قبل أن يأتوه

الجواب

الحمد لله.

أولاً :
ولمعرفة مواصفات الزوج الصالح : ينظر جواب السؤال رقم : ( 5202 ) و ( 6942 ) .
ثانياً :
" والرجل راعٍ في بيته ومسئول عن رعيته " كما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو مسئول عن تعليم وتربية زوجته وأولاده ، ومن قصَّر في هذا الأمر ووقعت زوجته أو أولاده في معصية : كان آثماً ؛ لأنه السبب في عدم تربيتهم وتعليمهم ، وإذا لم يكن مقصِّراً ووقع بعض أهله في المعصية لم يكن آثماً ، لكن عليه أن يذكرهم ويعظهم بعد وقوعهم في المعصية ليتركوا ما وقعوا فيه من المخالفات الشرعية .
قال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله - :
يبدأ تعليم الأولاد عندما يبلغون سن التمييز ، فيبدأ تعليمهم التربية الدينية ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع ) - رواه أبو داود وهو صحيح - ، فإذا بلغ الطفل سن التمييز : فإنه حينئذ يؤمر والده بأن يعلِّمه وأن يربِّيه على الخير بأن يعلِّمه القرآن ، وما تيسر من الأحاديث ، ويعلمه الأحكام الشرعية التي تناسب سن هذا الطفل ، بأن يعلمه كيف يتوضأ ، وكيف يصلي ، ويعلِّمه الأذكار عند النوم ، وعند الاستيقاظ ، وعند الأكل ، والشرب ؛ لأنه إذا بلغ سن التمييز : فإنه يعقل ما يؤمر به ، وما ينهى عنه ، وكذلك ينهاه عن الأمور غير المناسبة ، ويبيِّن له أن هذه الأمور لا يجوز له فعلها ، كالكذب ، والنميمة ، وغير ذلك ، حتى يتربى على الخير ، وعلى ترك الشر من الصغر ، وهذا أمر مهم جدًّا ، غفل عنه بعض الناس مع أولادهم .
إن كثيراً من الناس لا يهتمون بأمور أولادهم ، ولا يوجهونهم الوجهة السليمة ، ويتركونهم مهملين لا يؤمرون بالصلاة ، ولا يوجهون إلى خير ؛ بل ينشئون على جهل ، وعلى أفعال غير حسنة ، ويخالطون الأشرار ، ويهيمون في الشوارع ، ويهملون دروسهم ؛ إلى غير ذلك من المضار التي ينشأ عليها كثير من شباب المسلمين بسبب إهمال آبائهم ، وهم مسئولون عنهم ؛ لأن الله حمَّلهم مسئولية أولادهم ، قال صلى الله عليه وسلم : ( مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع ) ، وهذا أمر ، وتكليف للآباء ، فالذي لا يَأمر أبناءه بالصلاة : يكون قد عصى النبي صلى الله عليه وسلم ، وفعل محرَّماً ، وترك واجباً عليه ألزمه به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) - رواه البخاري ومسلم - ، بعض الآباء - وللأسف - مشغول بأمور دنياه ، ولا يلتفت لأولاده ، ولا يفرغ لهم شيئًا من وقته ، وإنما جميع وقته مخصص لأمور الدنيا ، وهذا خطر عظيم ، كثر في بلاد المسلمين ، ساءت بسببه تربية أولادهم ، فأصبحوا لا يصلحون لدين ولا لدنيا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
" المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان " ( 5 / 297 ، 298 السؤال رقم 421 ) .
والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب