الحمد لله.
اعلم أخي ـ وفقك الله ـ أن أعظم نعمة ينعمها الله على عبده أن يهديه من الضلال ، وينقذه من الغواية ، فإذا شرح الله صدر عبده لتعلم العلم الشرعي وتعليمه ، فقد أبلغ في الفضل وزاد في الإكرام ، فاستوجب ذلك من العبد مزيدا من الشكر لربه، والعمل بمرضاته .. ومن ذلك الاجتهاد في تحصيل العلم الموروث عن سيد الرسل صلى الله عليه وسلم ..
وأما ما ذكرته من بلوغك سن الخامسة والعشرين ؛ فأي شيء في ذلك ؟!
فعليك بالاجتهاد في حفظ كتاب الله ، وما تيسر من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمتون العلمية النافعة ، ودراسة كتب أهل العلم ، وقراءتها ، وملازمة الشيوخ الربانيين أصحاب الاعتقاد الصحيح والفهم المستقيم ، سائراً في ذلك على المنهجية التي حث عليه العلماء من أمثال فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، وغيره من أهل العلم والفضل .
وستجد في هذا الموقع ، وفي موقع "المختار الإسلامي" زاوية خاصة متعلقة بالعلم وطلبه ، فعليك بتصفحها ، فستجد فيها بإذن الله إجابات كثيرة عما قد يجول في خاطرك من أسئلة حول هذا الموضوع .
واعلم بأن طريق العلم طريق طويل ، لكنه يسير على من يسره الله عليه ، فشد من عزمك ، واستعن بربك ، ولا يصدنك ما انقضى من عمرك ، فلعل ما بقي خير وأبرك مما مضى بإذن الله .
واعلم أن كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تعلموا العلم إلا والشيب يزين مفارقهم ، وقد مضى من عمرهم أكثر مما مضى من عمرك ، فلم يلبثوا إلا قليلا حتى صاروا سادة العلماء وأئمة الدنيا ، وفيهم أسوة لكل مؤتس ، كما أن أخبار العز بن عبد السلام وابن حزم وغيرهم ممن طلبوا العلم كباراً ليست عنا ببعيدة .. فاستعن بالله ولا تعجز .
سائلين الله لك التوفيق والسداد
والله أعلم .
تعليق