الجمعة 26 جمادى الآخرة 1446 - 27 ديسمبر 2024
العربية

الدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى تصلي على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

تاريخ النشر : 07-05-2004

المشاهدات : 124930

السؤال

هل هذا الحديث صحيح " كل دعاء موقوف أو محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم " ؟.

الجواب

الحمد لله.

هذا الحديث رواه الترمذي (486) عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ : ( إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، لا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ حَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) . قال ابن كثير : إسناده جيد اهـ . وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .

وقد أورده الألباني في السلسلة الصحيحة (2035) من قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وذكر شواهده ، ثم قال : "وخلاصة القول ، أن الحديث بمجموع هذه الطرق والشواهد لا ينزل عن مرتبة الحسن إن شاء الله تعالى على أقل الأحوال" اهـ .

ثم ما رواه الترمذي موقوفاً عن عمر رضي الله عنه له حكم المرفوع .

قال الحافظ العراقي :

"وهو وإن كان موقوفا عليه فمثله لا يقال من قبل الرأي، وإنما هو أمر توقيفي فحكمه حكم المرفوع ...

وقال القاضي أبو بكر بن العربي عقب ذكره لقول عمر هذا : ومثل هذا إذا قاله عمر لا يكون إلا توقيفا لأنه لا يُدْرَكُ بنظر" اهـ .

والحديث يدل على استحباب الصلاة على الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع الدعاء .

والذي يظهر أن هذا ليس شرطاً في الدعاء ، بدليل أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يلتزم هذا في جميع الأدعية . وإنما يؤخذ هذا الأمر على الاستحباب .

وقد ذكر العلماء أن الصلاة على الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع الدعاء على ثلاث مراتب :

قال الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله في كتابه (تصحيح الدعاء ص : 23) :

"وأكمل المراتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في فاتحة الدعاء ووسطه وخاتمته . وإنها للدعاء كالجناح يصعد بخالصه إلى عنان السماء .

والمرتبة الثانية : في أوله وآخره .

والمرتبة الثالثة : في أوله اهـ.

وذكر هذه المراتب أيضاً ابن القيم رحم الله في كتابه " جلاء الأفهام" ص 531-535 ) .

وروى الترمذي (3477) عن فَضَالَةَ بْن عُبَيْدٍ رضي الله عنه أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ ، ثُمَّ لْيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِمَا شَاءَ) . صححه الألباني في صحيح الترمذي .

وروى الطبراني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : إذا أراد أحدكم أن يسأل فليبدأ بالمدحة والثناء على الله بما هو أهله، ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليسأل بعدُ ، فإنه أجدر أن ينجح . ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة (3204) .

وقال أبو سليمان الداراني : ( من أراد أن يسأل الله حاجته فليبدأ بالصلاة على النبي ، وليسأل حاجته ، وليختم بالصلاة على النبي ، فإن الصلاة على النبي مقبولة ، والله أكرم أن يرد ما بينهما ) .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب