الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024
العربية

معاناة شابَّة مسلمة حديثاً تخفي إسلامها من والدها الكافر المتسلط

السؤال


رجاءاً ، هل بوسعكم مساعدتي ؟ فقد اعتنقت الإسلام منذ أربعة أشهر دون علم والدي بعد ، فأنا أعيش مع والدي وأخي فقط ، وعلاقتي بوالدي غير جيدة ، فهو يوجه لي كلمات سيئة وأحيانا يضربني ، وأنا ليس بإمكاني إخباره بأني مسلمة ؛ لأننا أولاً لا نتحدث ونتواصل مع بعضنا البعض ، وثانياً فإنه سيجن جنونه ، ووضع المنزل سيزداد سوءاً ، وقد وجدت الأسبوع الماضي أنه قد قام بحجز إجازة غبية لنا أول شهر أغسطس لمدة أسبوعين أثناء رمضان، وأنا لا يمكنني إخبار والدي بأني لا أريد الذهاب ؛لأنه قد دفع المصاريف ولن يدعني لا أذهب ؛ لأنه حجزها بالفعل ، وأنا لا أعرف ماذا أفعل ، وأشعر أن هذه محنة بالغة الشدة أواجهها ولا يمكنني فعل شيء حيالها ، وتتسبب في نقصان إيماني ، فأرجو أن تساعدوني .

الجواب

الحمد لله.


نسأل الله العظيم أن ييسر أمرك وأن يفرج كربك ، ونحن نبارك لك اعتناق الإسلام دين الأنبياء والمرسلين عليهم السلام ، والذي لا يقبل الله تعالى من أحدٍ غيره ، وهو هبة من الله عظيمة ومنَّة منه جليلة ، وما تعانينه من محن وابتلاءات ، كل هذا سوف تعلمين أنه لا يساوي لحظة تشعرين فيها بحلاوة الإيمان ، وبرد اليقين والثقة بالله جل جلاله ؛ وأما جزاء الآخرة ، وما أعده الله لمن صبر ، وصابر ، وتحمل في سبيل دينه ، وتقديما لمحبته ورضوانه : فهذا شيء لا يمكن وصفه ؛ فقد قال ربنا جل جلاله : ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) السجدة/17 ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ) رواه مسلم 312 .
أيتها الأخت الكريمة ؛ إنك لو أنك عشتِ حياتك كلها في هذه الدنيا ، في بؤس وشقاء وهموم وغموم ، فإن غمسة واحدة في جنة الله تعالى ، جعلنا الله وإياك من أهلها ، سوف تنسيك كل ما واجهك من متاعب ومشاق ، حتى ولو كان ذلك أشقى أهل الأرض ؛ حتى إنه ليحلف أنه ما مر عليه بؤس ولا تعب ، ولا شقاء ! فإذا كان هذا هو حال من غمس في جنة الله تعالى غمسة واحدة ، فكيف إذا كانت الجنة نفسها هي مأواك ومستقرك ؟!
لذا فإننا نوصيك بالصبر والتحمل ، فما أنت عليه من نعمة اعتناق الإسلام يستحق منك التضحية والصبر على ذلك ، ونطمئنك إلى أن أمرك لن يستمر طوال الحياة هكذا ، بل نثق بربنا تعالى أنه سيستجيب لدعائك ودعاء من سيقرأ قصتك من المسلمين أن يكون الفرجُ لك مما أنت فيه قريباً ، ومن يدري ؛ فلعل الله أن يهدي والدك وأخاك ، ويكونوا عونا لك على دينك .

والذي ننصحك به أن تستعملي مع والدك " المداراة " فتظهرين له المودة والسمع والطاعة – حتى لو أصرَّ على السفر في رمضان - إلى أن تتغير أخلاقه ويتعدل سلوكه معك ، ومن المهم دوماً أن تجعلي تفكيرك منصبّاً على الحفاظ على رأس مالك وهو البقاء على الإسلام والتمسك به ، حتى تتاح لك الفرصة للإعلان بدينك والجهر به ، والتمسك بشعائره وأحكامه جميعا ، بل والدعوة إليه .
وفي حال إقامتك في بلدك أو سفرك مع والدك يمكنك تجنب الخروج من المنزل قدر الاستطاعة والتعذر بمرض أو غيره ، وكذا تجنب الاحتكاك بالرجال الأجانب ، وتجنب السهر ورؤية المحرم وسماعه ، واستعيني بالله تعالى في كل أمركِ فالله تعالى نِعم المولى ونِعم النصير ، واتقي الله ما استطعت ، واعلمي أنه الله جل جلاله لا يكلف نفسا إلا وسعها ، وهو أرحم بعباده من أن يؤاخذك على أمر تعجزين عنه ، ولا تستطيعين إقامته .
وننصح لك أن تذهبي لأقرب مركز إسلامي في البلد الذي تعيشين فيه ، وأن تعرضي عليهم حالتك ، وهم أقدر منا على تقدير الظرف الذي تمرين به ، وأقرب للنصح إليك : ماذا تفعلين : هل تجهرين بدينك ، أو تصبرين على ما أنت عليه فترة أخرى . والحمد لله أنه يوجد في بلادك الكثير من المراكز الإسلامية الموثوق بها .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب