الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024
العربية

حكم لبس المرأة " التوربان " .

تاريخ النشر : 11-11-2018

المشاهدات : 49311

السؤال

هل حجاب القبعة "التوربان" مع غطاء الأذن والرقبة حرام ؟

الجواب

الحمد لله.

أولا :

التوربان يشبه عمامة الرجل ، ويغطي شعر المرأة وأذنها فقط ، [ وقد يبدو منه بعض الرأس والأذن] .

وقد انتشر التوربان مؤخرًا ، واستبدله بعض النساء بالحجاب ، بدعوى مواكبة الموضة والظهور بمظهر الأناقة والجمال .

ومثل هذا لا تتحقق فيه الشروط المرعية في الحجاب الشرعي .

وقد سبق في جواب السؤال رقم : (6991) بيان صفات الحجاب الشرعي ، ومنها : أن يكون ساترا لجميع بدن المرأة ، وألا يكون زينة في نفسه ، وألا يشبه ثياب الكفار .

وهذا التوربان لا يتوفر فيه شرط من هذه الشروط ، فليس هو ساترا لكل ما يجب ستره .

ثم هو في الوقت ذاته : زينة في نفسه ، وقد أمر الله تعالى النساء بالحجاب لستر زينتهن عن الرجال الأجانب عنها ، فكيف تستر زينتها بما هو زينة ويلفت نظر الرجال إليها ؟!

وقد قيل : إن أصل التوربان عمامة لطائفة السيخ الهندية ، فإن صح ذلك فهو سبب آخر لتحريمه .

وقد جاءت الشريعة بتحريم تشبه المسلمين بالكفار تحريما قاطعا ، سواء في عباداتهم أو أعيادهم أو أزيائهم الخاصة بهم . 

 وعنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ   رواه أبو داود (4031) ، وصحح إسناده العراقي في "تخريج الإحياء" (1/342) ، والألباني في كتاب "حجاب المرأة المسلمة" (ص203) .

 وينظر لمزيد من التفصيل جواب السؤال رقم : (120211).

فالواجب على المرأة المسلمة أن تكون صادقة مع ربها ، فإن أرادت الحجاب حقا ، فليكن حجابا شرعيا ، تلتزم فيه بشروط الحجاب الشرعية .

أما التجمل والتزين بما يلفت أنظار الرجال إليها ، فذلك من تبرج الجاهلية الأولى وليس من الحجاب الشرعي الإسلامي .

قال الله تعالى :  وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى   الأحزاب/663 .

قال السعدي رحمه الله : "اي : لا تكثرن الخروج متجملات متطيبات كعادة أهل الجاهلية الأولى، الذين لا علم عندهم ولا دين" انتهى .

ثانيا :

يجب أن يُعلم أن الحجاب الذي أمر الله تعالى به المؤمنات : ليس هو مجرد تغطية الرأس ، وإنما هو ستر جميع البدن عن الرجال الأجانب عنها ، بثياب واسعة فضفاضة ، ولا تشف عما تحتها .

فالمرأة التي تغطي رأسها أو بعضه ، ثم تكشف وجهها ، وعليه من الزينة والمكياج والتجمل ما عليه ، أو تلبس ثيابا ضيقة ، كالبنطلون أو غيره ، أو تلبس ثيابا في غاية الزينة وتلفت أنظار الرجال إليها ، أو تتعطر عند الرجال الأجانب عنها .. ثم بعد ذلك كله تظن أنه "محجبة" من أجل أنها وضعت شيئا ما على رأسها ، فهذا من خداع الشيطان لها , فعليها أن تنتبه من غفلتها ، وتفيق من سكرتها ، وتعلم أن الخير كل الخير في طاعة الله تعالى ورسوله ، وأن الشر كل الشر في معصيتهما .

والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب