ما حكم العمل في كازينو للقمار فأنا مضطر أن أعمل فيه وغير راضٍ عن العمل فيه وسوف أتركه عما قريب إن شاء الله ؟ وفي حالة ترك هذا العمل ما هو حكم المال الذي اكتسبته من هذا العمل ؟ وإذا كنت محتاجاً لهذه الأموال التي اكتسبتها لكي أعمل في التجارة أو عمل آخر ؟
الحمد لله.
القمار من كبائر الذنوب ، فقد حرمه الله في محكم كتابه ، وقرن تحريمه بالخمر فقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) المائدة/90، 91 .
والله تعالى إذا حرم شيئاً حَرَّم التعاون عليه بأي وجه من الوجوه .
فلا يجوز العمل في كازينو للقمار لما فيه من الإعانة على الإثم فقد قال تعالى : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) المائدة/2 .
وما اكتسبه الإنسان من مال عن طريق العمل في كازينو القمار هو مال حرام ، لا يجوز له أن ينتفع به ، ولا أن ينفقه على نفسه ، والواجب عليه أن يتخلص من هذا المال ، بإنفاقه في أوجه البر المختلفة .
فعليك أن تبحث عن وسيلة مباحة لكسب الرزق الحلال وإذا تركت هذا المنكر لله فسيعوضك الله خيرا ، قال الله تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) الطلاق/2، 3 .
والله أعلم .