أعاني من حالة صحية متدهورة بسبب وزني الزائد (أكثر من 100 باوند). وقد أشار عليّ الطبيب أن أخضع لعملية جراحية لإنقاص وزني إن أردت حقاً أن أكون في صحة جيدة. فما الحكم الشرعي؟
الحمد لله.
سبق في موقعنا بيان أن جراحة التجميل منها ما هو مباح ، وهو ما كان لعلاج عيب أو إزالة تشوه ونحو ذلك مما هو من باب التداوي والعلاج ، ومنها ما هو محظور ممنوع ، وهو ما كان للتحسين والتجميل ؛ لأنه من تغيير خلق الله .
فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ تَعَالَى ) رواه البخاري (5931) ومسلم (2125) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" يفهم منه أن المذمومة من فعلت ذلك لأجل الحسن ، فلو احتاجت إلى ذلك لمداواة مثلا جاز " انتهى .
وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
ما حكم جراحة التجميل ، وهي القيام بعملية يمكن بها صرف المريض عن عاهة معينة ، وقد يغير الطبيب من بعض المواصفات الخلقية للمريض ، وهل هذا تغيير لخلق الله ؟
فأجابوا : " يجوز إجراء العملية المذكورة ، ولا يعد تغييرا لخلق الله " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (25/55) .
وحسب التقارير الطبية فإن البدانة الزائدة والسمنة المفرطة تؤثر على الصحة وتعرض الإنسان للأمراض ، نسأل الله لنا ولك وللمسلمين العافية .
فإذا لم يمكن علاج تلك البدانة الزائدة بالعلاج المعتاد كالتقليل من الطعام أو السير على برنامج غذائي صحي أو بالأدوية النافعة والتمارين الرياضية ونحو ذلك ، فإن التدخل الجراحي قد يكون هو الحل الأخير في علاجها ، فإذا ما أوصى الطبيب المسلم الثقة الحاذق بعمل جراحة لتخفيف الوزن الزائد فلا بأس بإجراء تلك الجراحة ، حيث تحتمت للظروف الصحية والحاجة الضرورية .
يراجع للاستزادة جواب السؤال رقم : (97651) ، (102085) .
ولله أعلم