الحمد لله.
أولاً :
الشعور بالذنب والندم على فعله هما علامة توفيق الله لصاحب الذنب أنه يسير في الطريق الصحيح الذي يعقب اقترافه وفعله ، ولا نريد التهوين مما فعلت ، ويكفي أنك تعلم أن ما فعلتَه يغضب ربك تبارك وتعالى ، وأنه من كبائر الذنوب ، لكن نريد أن نفتح لك طريق التوبة ، ونعلمك أن الله سبحانه وتعالى مع أنه لم تضره معصيتك ، وهو غني عن توبتك إلا أنه تعالى وفقك لها وهو يفرح بها عز وجل .
فلا بدَّ أن يكون منك إقلاع عن معاصيك السابقة ، ولا بدَّ لك من ندم خالص من قلبك ، ولا بدَّ من عهدٍ وعزمٍ أن لا تعود لمثل هذه الذنوب مرة أخرى .
ولا ينبغي لك اليأس من رحمة الله تعالى ، فالله تعالى يغفر الذنوب جميعاً ، وما عليك سوى الصدق في التوبة ، وسترى ما يسرك بعد توبتك من انشراح صدرك ، وتحمسك للطاعة ، والبحث عن رضى الله عز وجل .
انظر ( 624 ) و ( 13990 ) و ( 34905 ) و ( 22912 ) .
ثانياً :
ولا بدَّ لك كذلك من قطع علاقتك بتلك المرأة خشية أن تعود للذنب ، والأصل في المسلم التائب هو الابتعاد عن البيئة التي كان يعصي الله تعالى فيها ، ولا بدَّ له من هجر وترك كل الوسائل التي يمكن أن تؤدي به للوقوع في المعصية .
ولذلك لا نرى أن تعاود الاتصال بتلك المرأة ، ولو كان بحجة دعوتها للإسلام ، فعليك – أولاً – النجاة بنفسك ، ومن يضمن لك لو رجعت إلى ذنبك – لا قدَّر الله – أن توفق إلى التوبة ؟ .
ويمكنك أن توصي بعض النساء المسلمات الثقات بها لأجل دعوتها للإسلام ، ولا نرى أن تكون أنت من يقوم بذلك .
ثالثاً :
ولا نرى جواز الزواج منها وهي على حالها الذي وصفتَ ، لا لأنها نصرانية ، بل لأنها غير عفيفة – على حسب ما قلتَ – ، وقد أباح الله تعالى لنا الزواج من أهل الكتاب لكنه – تعالى – اشترط وصف " الإحصان " فيهن ، وهو العفة عن الزنا واتخاذ العشاق .
فالذي ننصحك به هو التزوج من مسلمة متدينة تحفظ لك دينك ، وتدلك على الخير ، وتعينك على الطاعة ، فبمثل هذا يكون الظفر .
والله أعلم.