الحمد لله.
أولا:
يجب على الطبيب والممرض العناية بالمريض، وتجنيبه خطر الإصابة بالبكتريا، وذلك أداء للأمانة، وقياما بالمسئولية، وكثير من المرضى يزيد مرضهم وتسوء حالتهم بسبب الإهمال الطبي، وربما أدى ذلك للوفاة.
وإذا تسبب الطبيب في تلف أو هلاك، كان ضامنا.
وينظر في حالات ضمان الطبيب: جواب السؤال رقم: (114047).
وحيث إنه لم يتبين هل ماتت المريضة أو تضررت من جراء عملك، فلا شيء عليك، ولا ينبغي أن ترهقي نفسك بالتفكير في ذلك، فإن الإصابة بالبكتريا مجرد احتمال، وهو احتمال ليس بالقوي أيضا؛ والغالب أنها سلمت من ذلك، إن شاء الله.
وأما وفاتها من ذلك، بمجرده، فهو أمر مستبعد للغاية؛ أشبه بالوهم!!
ثانيا:
الذي ينبغي عليك الآن أمران:
أما الأول، فهو بخصوص هذه الحالة المعينة: أن تعرضي عن تلك الوساوس، وما كان ، وما يمكن أن يكون لهذه الحالة؛ فالأصل براءة ذمتك، وما دمت لم تتحققي من ضرر فعلي أصاب هذا المريض بسبب هذا التقصير، فاصرفي فكرك عن ذلك الأمر بالكلية.
والأمر الثاني، وهو الأهم: أن تسارعي في علاج مرضك الوسواسي، بأسرع ما يمكن، فتبحثي عن طبيبة موثوقة ماهرة، أو طبيب متخصص موثوق به، وتذهبي إليه مع بعض محارمك، لا بمفردك؛ وتبدئي في العلاج الطبي لهذا المرض.
وإذا كنت تدرسين الطب، فلا بد أنك تعلمين أن مرضك مرض، كأي مرض بدني تدرسينه، وهذا يسهل عليك الحاجز النفسي، والاجتماعي الذي يحول بين كثير من الناس، وبين علاج أمراضهم النفسية.
وفي مكان كمانك، ودراسة كدراستك، سوف تتعرضين لكثير من المواقف، والإشكالات؛ فإذا أهملت علاج نفسك، واسترسلت مع الوساوس، فسد أمرك، ووقعت في ضيق وحرج شديدين.
نسأل الله أن يشفيك، ويعافيك، ويعنيك على دراستك، وعملك.
والله أعلم.