إذا استيقظت متأخرا عن الفجر في المسجد، وصليت أنا وأخي جماعة في البيت قبل الشروق، هل ننال أجر الصلاة في المسجد مثل كونك في ذمة الله تعالى؟ وهل علي ذنب أني لم أصليه في المسجد؟
الحمد لله.
أولا :
من كان من عادته أن يصلي الفجر في جماعة في المسجد ، ثم تأخر عن الصلاة بعذر ، كالنوم ، أو مرض ، فإنه لا إثم عليه ، ويرجى له أن ينال ثواب المصلي بالمسجد .
وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مع أصحابه في سفر ، وناموا عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس . رواه البخاري ومسلم .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : وهو راجع من غزوة تبوك : إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلا كَانُوا مَعَكُمْ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ ؟ قَالَ : وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ ، حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ رواه البخاري (4423) .
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحاً رواه البخاري (2834) .
قال الشيخ ابن عثيمين :
"المعذورَ يُكتبُ له أجرُ الجماعةِ كاملاً ، إذا كان مِن عادتِه أن يصلِّي مع الجماعةِ . واستدل بحديث أبي موسى السابق" انتهى، " الشرح الممتع " ( 4 / 323).
ثانيا:
روى مسلم (657) عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ ، فَلا يَطْلُبَنَّكُمْ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ ، فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ يُدْرِكْهُ ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ.
وجاء عند الطبراني التقييد بكون صلاة الفجر تكون جماعة : من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (2/29) : رجاله رجال الصحيح . وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (461) .
فما دمت صليت الفجر في جماعة ، فيرجى لك هذا الثواب .
وينظر لمزيد الفائدة السؤال رقم: (72559).
والله أعلم.