الحمد لله.
ذهب جمهور أهل العلم إلى أن أكثر النفاس أربعون يوماً؛ فإذا تجاوز الدم ذلك فهو استحاضة، إلا إذا صادف وقت العادة ، فهو حيض .
وينظر: سؤال رقم: (10488).
وقد ذكرت أنك قمت بتركيب اللولب في اليوم الثاني والأربعين، فعلى قول جمهور العلماء يكون نفاسك قد انتهى بمضي أربعين يوما.
وما ذكرت من أنه أنه صار ينزل عليك قطرات دم وإفرازات بنية أو حمراء فاتحة، ليست ذات رائحة كريهة؛ فهذه القطرات والإفرازات إذا لم تكن نفاسا؛ فليست – أيضا - حيضا لأمرين:
الأول: أن الحيض دم يسيل، وليس نقاطا.
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " إذا نزل من المرأة في نهار رمضان نقط دم يسيرة، واستمر معها هذا الدم طوال شهر رمضان وهي تصوم، فهل صومها صحيح؟
فأجاب: نعم، صومها صحيح، وأما هذه النقط فليست بشيء؛ لأنها من العروق، وقد أُثِر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: إن هذه النقط التي تكون كرعاف الأنف ليست بحيض، هكذا يذكر عنه رضي الله عنه " انتهى من "60 سؤالا في الحيض" ص6.
والثاني: أن الإفرازات من كدرة وغيرها، إذا جاءت بعد الطهر من النفاس أو من الحيض: فإنها لا تكون حيضا؛ لقول أم عطية رضي الله عنها: " كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئاً " رواه أبو داود (307).
والظاهر أن هذه النقاط والإفرازات بسبب اللولب، وأن الحيض لم يأت بعد.
وعليه؛ فإنك تصومين حتى ينزل عليك الدم الصريح، ويلزمك قضاء ما تركت من الصلاة والصوم في هذه الأيام.
والله أعلم.