ما الكتب والنصائح التي تنصحون بها لتربية الأطفال وتوجيههم؟

30-10-2024

السؤال 537331

أريد فيديوهات وكتبا لتوجيه الأطفال على صحيح الدين ومواجهة الإلحاد المتواجد والمنتشر في الكتب والتلفزيونات والإنترنت؟

الجواب

الحمد لله.

أولًا:

من أعظم أسباب صلاح الأبناء، صلاح الآباء، والعكسُ بالعكس. يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: “إذا اعتبرت الفساد في الأولاد، رأيت عامَّتَه من قِبَلِ الآباء” انتهى، من “تحفة المودود” (351).

ومصداق ذلك: قول الله تعالى: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا  النساء/9.

قال الشيخ العلامة جمال الدين القاسمي، رحمه الله: ” وفي الآية إشارة إلى إرشاد الآباء، الذي يخشون ترك ذريةٍ ضعاف= بالتقوى في سائر شؤونهم، حتى تُحفظ أبناؤهم، وتُغاثَ بالعناية منه تعالى.

ويكون في إشعارها: تهديد بضياع أولادهم إن فقدوا تقوى الله تعالى.

وإشارة إلى أن ‌تقوى ‌الأصول، ‌تحفظ ‌الفروع.

وأن الرجال الصالحين: يُحفظون في ذريتهم الضعاف، كما في آية: ( وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً ) [الكهف: 82] إلى آخرها؛ فإن الغلامين حفظا، ببركة صلاح أبيهما، في أنفسهما ومالهما” انتهى، من “محاسن التأويل” (3/36).

وقال ابن رجب الحنبلي، رحمه الله: «وقد يحفظ الله العبد بصلاحه بعد موته في ذريته كما قيل في قوله تعالى: {وكان أبوهما صالحا}: أنهما حفظا بصلاح أبيهما. قال سعيد بن المسيب لابنه: لأزيدن في صلاتي من أجلك، رجاء أن أحفظ فيك، ثم تلا هذه الآية {وكان أبوهما صالحا}،

وقال عمر بن عبد العزيز: ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه.

وقال ابن المنكدر: إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده والدويرات التي حوله فما يزالون في حفظ من الله وستر» انتهى، من “جامع العلوم والحكم” (ص438 ت الفحل).

ومن أعظم أسباب صلاح الأبناء، وتوفيقهم وتسديدهم: كثرة دعاء الوالدين لهم. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ثَلَاثُ ‌دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ، لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ ‌لِوَلَدِهِ، رواه ابن ماجه (3862) بهذا اللفظ، وحسنه الألباني.

وينظر لمزيد الفائدة: حول أسباب صلاح الأبناء.

ثانياً:

التربية ليست معلوماتٍ فقط، أو كتبا وبرامج فقط، بل هي حضور دائم في حياة الأبناء؛ حب، وعطف، ومراقبة، وشِدّة، وحُنُوٌّ.

قال المناوي: “لأن يؤدب الرجل ولده عندما يبلغ من السن والعقل مبلغاً يحتمل ذلك، بأن ينشئه على أخلاق صلحاء المؤمنين، ويصونه عن مخالطة المفسدين، ويعلمه القرآن والأدب ولسان العرب، ويسمعه السنن وأقاويل السلف، ويعلمه من أحكام الدين ما لا غِنَى عنه، ويهدده، ثم يضربه على نحو الصلاة وغير ذلك: خير له من أن يتصدق بصاع؛ لأنه إذا أدبه صارت أفعاله من صدقاته الجارية، وصدقة الصاع ينقطع ثوابها، وهذا يدوم بدوام الولد والأدب غذاء النفوس وتربيتها للآخرة  {قوا أنفسكم وأهليكم ناراً}  التحريم / 6.

فوقايتك نفسك وولدك منها أن تعظها وتزجرها بورودها النار وتقيم أودهم بأنواع التأديب فمن الأدب الموعظة والوعيد والتهديد والضرب والحبس والعطية والنوال والبر فتأديب النفس الزكية الكريمة غير تأديب النفس الكريهة اللئيمة” انتهى، من”فيض القدير” (5/257).

لذلك ينبغي مراقبة الأبناء، ومعرفة ما يتابعونه على النت، والتلفاز، ومعرفة صحبتهم ونحو ذلك.

وينظر: جواب السؤال رقم: (215167) (10016) وفيه إشارة إلى بعض الكتب المفيدة حول تربية الأبناء.

وينظر هذه المحاضرة للشيخ محمد المنجد: التخطيط لمستقبل الأبناء.

 وهذه أيضا هذه بعض الكتب  التي تعلم الأبناء الدين الصحيح، وهي بدورها مما يعينهم على مواجهة الفتن، بتوفيق الله عز وجل:

وهذه الكتب تحتاج إلى مساعدة من الأهل في قراءتها.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزيك خير الجزاء، على حرصك على تربية أبنائك تربية إسلامية صحيحة، كما نسأله سبحانه وتعالى أن يهديهم، وينبتهم نباتًا حسنًا، ويبلغهم فيما يرضيه أملك فيهم.

والله أعلم.

عرض في موقع إسلام سؤال وجواب