الحمد لله.
إذا تيقنت من خروج بعض قطرات البول ، فإنه يلزمك إعادة الوضوء وغسل ما أصابت من ثيابك ، وإذا كان موضع القطرات لا يتبين لك فإنك تغسلين ما يغلب على الظن أنها أصابته حتى تجزمي بزوال النجاسة .
قال في "زاد المستقنع" : " وإن خفي موضع نجاسة غسل حتى يجزم بزواله ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه : " يعني إذا أصابت النجاسة شيئا ، وخفي مكانها ، وجب غسل ما أصابته حتى يتيقن زوالها . واعلم أن ما أصابته النجاسة لا يخلو من أمرين : إما أن يكون ضيقا وإما أن يكون واسعا . فإن كان واسعا فإنه يتحرى ، ويغسل ما غلب على ظنه أن النجاسة أصابته ؛ لأن غسل جميع المكان الواسع فيه صعوبة . وإن كان ضيقا فإنه يجب أن يغسل حتى يجزم بزوالها " انتهى من "الشرح الممتع" (1/435).
وإذا كنت تعرفين أن هذه القطرات تنزل إذا رفعت رجلك لغسلها في الوضوء ، فإنك لا تفعلين ذلك ، بل تغسلينها وهي على الأرض بصب الماء عليها ، وإذا شككت هل خرج منك شيء أم لا فإنه لا يلزمك التحري والتثبت ، والبحث عن ذلك ، بل عليك الإعراض عن هذا ، ووضوؤك صحيح وثيابك طاهرة .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : إذا انتهيت من الوضوء واتجهت إلى الصلاة أحس بخروج قطرة من البول من الذكر، فماذا عليَّ؟
فأجاب : " الذي ينبغي أن يُتلهى عن هذا ويُعرض عنه ، كما أمر بذلك أئمة المسلمين ، ولا يلتفت إليه ، ولا يذهب ينظر في ذكره ، هل خرج أو لا ؟ وهو بإذن الله إذا استعاذ بالله من الشيطان الرجيم وتركه يزول عنه ، أما إذا تيقن يقيناً مثل الشمس فلابد أن يغسل ما أصابه البول وأن يعيد الوضوء لأن بعض الناس إذا أحس ببرودة على رأس الذكر ظن أنه نزل شيء، فإذا تأكد فكما قلت لك، وهذا الذي تقول ليس فيه سلس؛ لأن هذا ينقطع، السلس يستمر مع الإنسان، أما هذا فهو بعد الحركة يخرج نقطة أو نقطتين، هذا ليس بسلس؛ لأنه إذا خرجت نقطتان وقف، فهذا يغسل ويتوضأ مرة ثانية وهكذا يفعل دائماً وليصبر وليحتسب " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (184/15).
ويمكنك أن تضعي منديلا حتى يمنع وصول النجاسة إلى الثياب ، وحينئذ لا يلزمك غسل الثياب ، بل تكتفين بإزالة المنديل .
والله أعلم .