الحمد لله.
لم نجد هذا الأثر من كلام كعب الأحبار في كتب أهل العلم المسندة وغير المسندة ، ولم نقف على شيء قريب من معناه ، وكعب الأحبار (ت 32هـ) من أكثر الرواة الذين كَذَب عليهم الكذَّابون ، ونسب إليهم كلُّ مُغرضٍ ما أراد أن يدسه في الدين ، ومع أنه ليس من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، إلا أنه من علماء بني إسرائيل من التابعين الذين أسلموا ، ونقلوا إلى المسلمين شيئاً من الكتب السابقة ، فكثرت في أحاديثه العجائب والغرائب والمنكرات .
فلا يجوز التصديق بهذا الأثر المنسوب إليه ، لما فيه من المبالغات الظاهرة ، منها - على سبيل المثال - قوله :
( يا موسى ! يتوضأ أحمد وأمته كما أمرتهم ، أعطيهم بكل قطرة تقطر من الماء جنة عرضها كعرض السماء والأرض )
ومنها قوله : ( وأَجْعَلُ فيه ليلة القدر ، من استغفر منهم فيها مرة واحدة نادما صادقا من قلبه ، فإن مات من ليله أو شهره أعطيته أجر ثلاثين شهيدا )
قال الحافظ ابن حجر في "النكت على ابن الصلاح" (2/843) :
" ومن جملة القرائن الدالة على الوضع (يعني وضع الحديث ، وأنه مكذوب) : الإفراط بالوعيد الشديد على الأمر اليسير ، أو بالوعد العظيم على الفعل اليسير ، وهذا كثير موجود في حديث القُصَّاص والطُرقِيَّة – يعني جهلة المتصوفة - " انتهى .
والله أعلم .
تعليق