الحمد لله.
الاستخارة هي دعاء الله تعالى ، ليختار لك خير الأمرين ، ويصرف عنك شرهما. وصلاة الركعتين إنما شرعت بين يدي الدعاء ، ليكون أقرب إلى الإجابة ، وأحضر للقلب ، وأدعى للقبول .
قال ابن أبي جمرة – كما في "فتح الباري" (11/186) - :
" الحكمة في تقديم الصلاة على الدعاء أن المراد بالاستخارة حصول الجمع بين خيري الدنيا والآخرة ، فيحتاج إلى قرع باب الملك ، ولا شيء لذلك أنجع ولا أنجح من الصلاة ، لما فيها من تعظيم الله ، والثناء عليه ، والافتقار إليه مآلا وحالا " انتهى .
والاستخارة التي علمنا إياها الرسول صلى الله عليه وسلم تكون بصلاة ركعتين ثم الدعاء بعدها .
وإذا تعذر على المسلم الصلاة ، لسبب من الأسباب فلا حرج عليه من دعاء الله تعالى أن ييسر له خير الأمرين من غير صلاة .
قال النووي رحمه الله في "الأذكار" (ص/120) :
" ولو تعذرت عليه الصلاة استخار بالدعاء " انتهى .
وقد نقل كلام النووي هذا جماعة من علماء المذاهب ، مقرين ومستشهدين به .
انظر : "حاشية رد المحتار" (2/27) ، "الفواكه الدواني" (1/35) ، "شرح مختصر خليل للخرشي" (1/37) ، "أسنى المطالب" (1/205) .
والله أعلم .
تعليق