الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

تأخر زواجه بسبب دراسة خطيبته

109485

تاريخ النشر : 10-05-2011

المشاهدات : 16292

السؤال

مشكلتي أني عقدت قراني على فتاة منذ سنتين على نية الزواج بعد عقد القران بثلاث سنوات ، لكي تنهي دراستها الجامعية ، مع العلم أكبرها بالعمر بـ (12) سنة , عمري (32) سنة , وتمت الموافقة على هذا الشرط من الطرفين , ولكن الفتاة لم تنجح بعد أول سنة من عقد قراننا ، ولا في السنة الثانية إلا ببعض المواد التي تؤهلها للنجاح للسنة الثالثة , وأصبحت المشاكل شبه دائمة بيننا حول نجاحها وتأخير موعد زواجنا , وتلقي هي وأهلها علي كل اللوم بأني سبب رسوبها ، مع أني أصبحت أعد الساعات لأتزوج .. مع أني لم أقصر بحقها .. فأنا أحبها .. , وأريد إكمال نصف ديني .. تتجدد المشاكل بين فترة وأخرى بسبب طول الخطوبة , والآن نقض أهلها وعدهم لي بالزواج بعد (3) سنوات من عقد القران .. وأنها غير معروف متى تنهي دراستها , وأن علي الانتظار حتى تكمل دراستها التي لا أعرف متى ؟! ودائما تتجدد المشاكل حول هذا الأمر .. وأصبحت ألاقي بعض الجفاء من الفتاة بسبب إلحاحي بتعجيل الزواج .. , وأهل الفتاة من النوع الذي لا يمكن التفاهم معهم .... دائما مع ابنتهم على الحق والباطل.. صدر مني في الفترة الأخيره كلام جارح للفتاة وأهلها بسبب الجفاء الذي ألمسه من الفتاة..، وما كان من والدها إلا أن قال : ليس لك عندي بنت للزواج.. قلبي متعلق بها ، ولا أستطيع نسيانها ، وأحبها ، وأدعو الله دائما بالخير لي ولها ، وأن يجمعنا عن قريب .. أريد الزواج .. فما رأي فضيلتكم في مشكلتي هذه . أدع لي بتيسير زواجي .. بماذا تنصحونني ، وبماذا تنصحون الفتاة ؟ وما الأفضل لنا ؟ أرجو الرد خلال هذه الفترة ؛ لأن فيه تقرير مصير بالنسبة لي وللفتاة . بعد العيد مباشرة .

الجواب

الحمد لله.


الحقيقة أننا نتفهم مشكلتك كثيرا ، ونعجب أكثر من زوجتك وأهلها كيف يبلغون بالأمور إلى التكلف المَقيت الذي يهدم ولا يبني ، ويفسد ولا يصلح .
هانت في نفوسهم المعاصي والفتن التي يتعرض لها الشباب في المدارس والجامعات والأسواق ، بل وحتى في البيوت من خلال الفضائيات والمحطات الفاسدة ، ولم يلتفتوا إلى العفاف الذي قصدته الشريعة في تشريعها للزواج .
لقد جَنَتْ على مجتمعاتنا تلك العاداتُ البغيضة ، وألقت بظلام الرذيلة والفاحشة ، واستبدلت ذلك بالطهر والعفة والطاعة ، كل ذلك باسم " إكمال الدراسة " ! ، أو " بلوغ سن الرشد " ! ، أو
" تجميع الأموال الطائلة " !
فليلعم أولئك الآباء أنهم محاسبون أمام الله تعالى عن وقوفهم عثرة في وجه ما شرعه الله تعالى ، وعن أذاهم المتواصل – من حيث يشعرون أو لا يشعرون – للأجيال المتتالية من الشباب الباحث عن عفته بالحلال ، ولينظروا هل ينفعهم الاعتذار بالعادة أو الدراسة بين يدي الله عز وجل ؟
وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين عمن ترفض الزواج بحجة الدراسة ؟
فأجاب:
" حكم ذلك أنه خلاف أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ).
وفي الامتناع عن الزواج تفويت لمصالحه ، فالذي أنصح به إخواني المسلمين من أولياء النساء وأخواتي المسلمات من النساء ألا يمتنعن عن الزواج من أجل تكميل الدراسة" انتهى .

وسئل الشيخ صالح الفوزان في "المنتقى من فتاوى الفوزان" (4/النكاح والطلاق والحقوق الزوجية، سؤال رقم/166) :
سائلة تقول : إن لها بنات في سن الزواج وقد تقدم إليهن الخطاب ، ولكنها ترفضهم بحجة أن بناتها سوف يكملن تعليمهن ، إيمانًا منها بضرورة التعليم للفتاة ، وبعد انتهائهن من التعليم سوف تزوجهن .
فما حكم عملها هذا ، وهل هي مصيبة أم مخطئة ؟
فأجاب :
"هي مخطئة في هذا العمل ؛ لأن الواجب أن الفتاة إذا بلغت وكانت بحاجة إلى الزواج أن يبادر بتزويجها ، خشية عليها من الفساد ، وأيضًا التزويج فيه مصالح ، منها :
أولاً : صيانتها وعفتها .
وثانيًا : فيه طلب الذرية الصالحة .
وثالثًا : فيه كفالة الزوج لها وقيامه عليها وصيانتها .
وأما التعليم فهو أمر مكمّل لا يفوت به الزواج الذي فيه المصالح العظيمة والمنافع الكثيرة ، مع أنه يمكن أن تجمع بين الأمرين ، بأن تتزوج ، وأن تواصل دراستها .
أما إذا تعارض الزواج مع الدراسة فيجب أن تقدم الزواج ؛ لأن تفويته فيه أضرار بالغة ، بخلاف تفويت التعليم ، فإنه لا يترتب عليه كبير ضرر .
هذا إذا كان التعليم محتشمًا وشرعيًا ، أما إذا كان التعليم كما هو الغالب على الدول اليوم غير الملتزمة أنه تعليم مختلط ، وتعليم غير محتشم ، فهذا لا يجوز للمرأة أن تنتظم فيه ، سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة ؛ لأن هذا يجرها إلى الحرام " انتهى بتصرف.

أما نصيحتنا لك فهي أن تعرض هذه الفتوى على زوجتك وولي أمرها ، لعلهم ينتفعون بما فيها ، ويعيدون النظر في أمرهم .
وحاول أن تدخل بعض ذوي الجاه والمكانة ليشفعوا في حل المشكلة ، أو على الأقل التوصل إلى شيء يرضيك ، كالالتزام بموعد قريب للدخول .
وما دمت قد ذكرت أن قلبك متعلق بها ، ولا تستطيع نسيانها ، فإننا نوصيك بالصبر حتى يجعل الله لك فرجا ، والإكثار من دعاء الله تعالى .
ونسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب