الحمد لله.
نحن نصدقك النصيحة ـ إن شاء الله ـ : أن الواجب عليك إلغاء هذه المجالس التي يذكر فيها الناس بالسوء ، والعزم والجزم مع أم زوجك أنك من اليوم لن تقبلي باستمرار الولوغ في أعراض المسلمين والمسلمات ، ولو كان كلاما بحق ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ) رواه مسلم (2589) .وتذكري أن المرء يوم القيامة أحوج ما يكون إلى حسنة واحدة ، فكيف يتساهل في التصدق بحسناته للآخرين ، ويوم القيامة لا درهم ولا دينار ، إنما هي الحسنات والسيئات .
ولعلك تعرفين أن ما تقوم به أم زوجك من نقل كلام زوجة ابنها فيك يسمى " نميمة "، وهي والغيبة من كبائر الذنوب ، فقد مرَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلم على قبرين فقال : ( أما إنَّهما ليُعذَّبان وما يعذبان في كبير ، أمَّا أحدهما فكان يمشي بالنميمة ، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله ) رواه البخاري (213) ، ومسلم (292) .
فإذا أدركت ما سبق كانت بداية طريق التوبة من هذا الذنب الكبير ، ثم سعيت في التكفير عنه بالاستغفار لتلك المرأة التي وقعتم بها ، والدعاء لها بالبركة والفضل والتوفيق ، وذكرها بما فيها من الخير ، خاصة في المجالس التي ذكرتيها ، أو ذكرت أمامك فيها ، بالشر والسوء . قال الله تعالى : ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) هود/114.
ثم عليك أن تردي على من اغتابها غيبته : فهذا خير لك ، أن تأمري بالمعروف وتنهي عن المنكر ، وخير لمن أراد الغيبة : أن تمنعيه عن الظلم والمعاصي ، وخير لمن أردتم غيبته : أن تحفظوا حرمته ، وترعوا حقه .
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .
رواه أحمد (26988) والترمذي (1931) وحسنه الألباني .
فإن عجزت عن أن تردي عن أختك المسلمة ، أو تمنعي غيرك من العدوان عليها ، فلا أقل من ترك المجلس الذي يعصى الله فيه ، والتشاغل بما يعنيك من شأن دينك ودنياك .
وانظري في موقعنا جواب السؤال رقم : (99554)
، ففيه مزيد فائدة إن شاء الله .
والله أعلم.
تعليق