الحمد لله.
نشكر لك حرصك على العلم والمعرفة بأدلتها ، وتثبتك في أمر السنة النبوية ، ونسأل الله تعالى أن يوفق جميع المسلمين إلى سلوك هذا المنهج في جميع شؤونهم .
وبخصوص سؤالك ، فنحب أن ننبه أخانا الكريم إلى أننا نحرص على شرح وجه تصحيح الحديث أو تضعيفه إذا كان الحديث مدار المسألة ، وينبني عليه الحكم فيها .
والحديث الذي نذكر صحته أو ضعفه ، دون تفصيل أو بيان سبب لذلك فنحن نحيل في كلامنا على من حكم عليه بذلك من أهل العلم الثقات الذين يؤخذ عنهم ذلك العلم ، ويرجع إلى قولهم فيه ، ونبين الكتاب الذي ورد فيه ، وموضعه منه بالتحديد ، وبإمكان القارئ أن يرجع إلى المصدر المنقول عنه ، ليتوسع في تفاصيل ذلك ، إن كان التفصيل يعنيه .
وأحيانا يذكر الحديث عرضا وليس قصدا ، فنختصر الحكم عليه في جملة قصيرة تبين حاله ، ولا نفصل خشية التطويل أو الإملال ، ذلك أن موقعنا يرتاده فئات كثيرة من الناس ، والظن أن أغلبهم غير متخصص في فهم مصطلحات علماء الحديث وعباراتهم ، ولذلك نحاول دائما التوسط في الشرح والتفصيل ، فلا نخلي الجواب من الفائدة ، ولا نُطَوِّلُ الشيء الكثير .
فنرجو إن كنتم ترغبون التأكد من صحة أحاديث معينة أو من ضعفها ، مما يعنيكم شأنه ، أن ترسلوا لنا نصوص هذه الأحاديث ، كي نتمكن من بحث الجواب المحدد عنها وإرساله لكم .
وإن كان قصد السائل الكريم السؤال رقم : (14017) فأغلب الأحاديث المذكورة فيه مما ليس لها أصل ولا سند ، وإنما يتناقلها بعض الصوفية وغيرهم في كتبهم وأحاديثهم من غير تثبت ، وينسبونها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهي غير موجودة في كتب السنة أصلا ، فلا تبقى حاجة إلى شرح سبب الضعف ما دام الحديث لا يروى بالسند أصلا ، وهذا كاف في رده وعدم قبوله .
وننبه هنا إلى أنه ليس ثمة " أحاديث صوفية " و أحاديث غير صوفية ، إلا إن كان المقصود أحاديث كذبتها الصوفية ، وهذا ليس غالبا ، إذ الغالب – إذا كانت المسألة تتعلق بأمر ابتدعه بعض الصوفية - أنها أحاديث ضعيفة أو مكذوبة استغلها بعض الصوفية واستدلوا بها على بدعتهم ، ولكن لا تسمى بالأحاديث الصوفية على جميع الأحوال .
والله أعلم .
تعليق