الحمد لله.
الذي ينبغي للمؤمن أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ، في فعله وتركه ، فيفعل ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويترك ما تركه الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ) الأحزاب/21 .
ودعاء الإمام بعد صلاة الفريضة ـ الجمعة أو غيرها ـ وتأمين المأمومين ، لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا فعله أحد من أصحابه رضي الله عنهم ، ولو كان خيراً لسبقونا إليه.
وعلى هذا ؛ فيدخل هذا الفعل في البدعة المذمومة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ ، تَمَسَّكُوا بِهَا ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ) رواه أبو داود (4607) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ) رواه البخاري (2697) ومسلم (1718) واللفظ له .
وقد ذكر الشاطبي رحمه الله تعالى في كتابه "الاعتصام" (1/349-355) الدعاء الجماعي بعد الصلوات المكتوبة ، وبَيَّن أن ذلك بدعة ، لأنه لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا أحد من أصحابه رضي الله عنهم ، ولا الأئمة بعدهم .
فالواجب ترك هذه البدعة ، والحرص على الأذكار والأدعية التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقولها بعد الصلاة ، ومن أراد الدعاء فليدع سراً .
وانظر جواب السؤال رقم (10491) و(21976) .
والله أعلم .
تعليق