الحمد لله.
أولاً :
هناك ملاحظتان على ما ورد في السؤال ، يحسن التنبيه عليهما أولا ، ثم نثني بالجواب على أصل السؤال :
1. قولك " مسيحيين " الأولى الالتزام بتسميتهم بما سماهم الله ورسوله به ، فنقول عنهم : نصارى ، وهو اللقب الذي لا يدل على تزكية أولئك الكفار، أو نسبتهم للمسيح الذي كفروا به في واقع أمرهم ، وادعوا أنه إله ، أو ابن إله ؟!
وقد سماهم الله تعالى في كتابه الكريم " أهل الكتاب " ، و " النصارى " نسبة لقرية " الناصرة " في فلسطين ، أو لأنهم نصر بعضهم بعضاً .
قال الإمام الطبري – رحمه الله - : " سمُّوا " نصارى " لنصرة بعضهم بعضاً ، وتناصرهم بينهم ، وقد قيل : إنهم سمُّوا " نصارى " مِن أجل أنَّهم نزلوا أرضاً يقال لها ناصرة " انتهى .
" تفسير الطبري " ( 2 / 144 ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
" وكان المسيح من ساعير أرض الخليل ، بقرية تدعى " ناصرة " ، وباسمها يسمَّى من اتبعه نصارى " انتهى .
"الجواب الصحيح" (5 /200 ) .
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - : شاع منذ زمن استخدام كلمة " مسيحي " ، فهل الصحيح أن يقال : " مسيحي " ، أو " نصراني " ؟ .
فأجاب : " معنى " مسيحي " نسبة إلى المسيح بن مريم عليه السلام ، وهم يزعمون أنهم ينتسبون إليه ، وهو بريء منهم ، وقد كذبوا ؛ فإنه لم يقل لهم إنه ابن الله ، ولكن قال : عبد الله ورسوله ، فالأولى أن يقال لهم : " نصارى " ، كما سماهم الله سبحانه وتعالى ، قال تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ) البقرة/ 113 " انتهى .
"فتاوى الشيخ ابن باز" (5/387 ) .
2. قولك عنهم " إخوة " ، فهذا لا يجوز .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - : " الكافر ليس أخاً للمسلم ، والله سبحانه يقول : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) الحجرات/10 ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( المسلم أخو المسلم ) .
فليس الكافر - يهوديّاً ، أو نصرانيّاً ، أو وثنيّاً ، أو مجوسيّاً ، أو شيوعيّاً ، أو غيرهم - أخاً للمسلم ، ولا يجوز اتخاذه صاحباً ، وصديقاً " انتهى .
"فتاوى الشيخ ابن باز" (6/392 ) .
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - : عن وصف الكافر بأنه " أخ " ؟
فأجاب : " لا يحل للمسلم أن يصف الكافر- أيا كان نوع كفره ، سواء كان نصرانيّاً ، أم يهوديّاً ، أم مجوسيّاً ، أم ملحداً - : لا يجوز له أن يصفه بالأخ أبداً ، فاحذر يا أخي مثل هذا التعبير ؛ فإنه لا أخوَّة بين المسلمين وبين الكفار أبداً ، الأخوة هي الأخوة الإيمانية ، كما قال الله عز وجل : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) .
"مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (3/43) .
.
ثانياً :
لا ننصحك أن تسمِّي منتداك الإسلامي باسم " العرَّاب " ؛ فهو اسم قبيح ، وأنتَ ذكرتَ سبباً كافياً للامتناع عن تلك التسمية ، وهي تسمية دينية عندهم ، وتعني " الأب الروحي " – أب في العِماد " godfather " - وثمة سبب ثانٍ وهو أن هذا الاسم هو لبرنامج فيه فسق ومجون في إحدى قنوات الفساد العربية ، وهو – كذلك – يطلق على زعيم عصابات المخدرات في بعض الدول الغربية ، وبه يسمَّى الفيلم الأجنبي المشهور الذي يتكلم عن أحوال تلك العصابات .
فلهذه الأسباب جميعاً ننصحك بترك هذا الاسم ، واختيار الاسم اللائق بدينك ، ولغة قرآنك .
وقد سئلت اللجنة الدائمة : نحن مجموعة من الشباب ملتزمون والحمد لله ، ونعمل سويّاً في مكان واحد ، ونسكن أيضاً في مكانٍ واحدٍ ، ونقوم في وقت الدعابة بمناداة بعضنا البعض بأسماء غير أسمائنا ، مثل ( جرجس ، بطرس ، حنَّا ، ميخائيل ، بنيامين ) علماً أنه لا تسبب هذه الأسماء لأحدٍ منَّا شيئا من الغضب أو الزعل ، ولكن هذه الأسماء هي أسماء منتشرة بين المسيحيين ، فهل هذا حرام ؟ علماً بأننا لا ننادي بعضنا بها إلا على سبيل الدعابة .
فأجابت : " هذا العمل لا يجوز ؛ لأنه من التشبه بالكفار في أسمائهم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) ، فالواجب : تجنب المناداة بهذه الأسماء الأجنبية ، ولو كان ذلك من قبيل المزاح .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .
الشيخ عبد العزيز آل الشيخ , الشيخ عبد الله بن غديان , الشيخ صالح الفوزان , الشيخ بكر أبو زيد .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (26 /32 ) .
والله أعلم
تعليق