الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

كم عدد المرات التي ينبغي أن يدعى فيها غير المسلم؟

11865

تاريخ النشر : 18-01-2003

المشاهدات : 6464

السؤال

كم هي عدد المرات التي يمكننا أن نلقي فيها محاضرات على أشخاص من غير المسلمين ، والذين يظهر عليهم عدم الاهتمام بالرسالة التي نحاول إيصالها لهم ؟ نحن مجموعة من المتطوعين للقيام بالدعوة ، ونحن نقوم بزيارة الورش والمصانع والمستشفيات . وفي أغلب الأوقات فنحن نقوم بإعادة الزيارة للموقع الواحد 4 أو 5 مرات . لكننا وجدنا أنه لا يوجد من يستمع إلينا . أما بعض الذين يجلسون فيكونون ممن أمرهم (أجبرهم) صاحب المؤسسة على الحضور .

الجواب

الحمد لله.

نسأل الله أن يجزيكم خيرا ، وأن يبارك في عملكم وسعيكم .

ليس هناك عدد معين لما ينبغي إلقاؤه من المحاضرات على من ذكرت ، بل ذلك يرجع إلى عدد المواقع ، التي تزورونها والوقت المتاح لديكم ، ومدى إقبال الناس عليكم ، فالحكمة مطلوبة من الداعية في دعوته ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه الموعظة حتى لا يسأموا وهكذا فكونوا ، احرصوا على الدعوة بالتي هي أحسن ، واختاروا الزمان والمكان المناسب للدعوة .

والداعية لا ييأس من تكرار دعوته مرات ومرات ، فإن أمر القلوب بيد الله تعالى ، وما على الداعية إلا البلاغ ، والكلمة التي قد يستهين بها الداعية ربما ظل أثرها في قلب المدعو سنين ثم تكون سببا في هدايته .

وهذه الكلمة – حتى تؤتي ثمارها - ينبغي أن يصحبها الابتسامة ، والرحمة، والرغبة الصادقة في إنقاذ هؤلاء المساكين ، وانتشالهم من ظلمات الكفر والإلحاد ، وإن استطاع الداعية أن يضيف إلى كلمته مالا أو مساعدة ، فليفعل فإن ذلك يعطي مصداقية لما يعرض من القيم والمثل ، ويهيئ القلوب لاستقبال ما يرد عليها من الخير ، ويزيل ما فيها من البغض والصد والإعراض .

وكذلك السعي في حل ما يعرض لهؤلاء المدعوين من مشكلات مع أصحاب الأعمال التي يعملون عندهم ، له أثر كبير في جذب قلوبهم إلى الداعية ، وقديما قيل :

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان

وخير من ذلك قول الحق سبحانه : ) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فصلت / 34 .

وينبغي أن تتركوا بيد هؤلاء المدعوين ما ينظرون فيه حال فراغهم ، وعند غيابكم ، من نشرات ومطويات وكتيبات ، فإن تفكر الإنسان في الحق حال انفراده بنفسه أدعى لقبوله والإذعان له .

وليكن من دعوتكم التوجه إلى أصحاب الأعمال أنفسهم بالنصيحة بأن يحسنوا إلى هؤلاء العمال ويظهروا لهم حسن أخلاق الإسلام ، فكثيراً ما كان ذلك سبباً لإسلام العمال ، كما أن سوء معاملة صحاب العمل وظلمه للعمال قد يكون سبباً لصدهم عن الدخول في الإسلام .

وفقكم الله تعالى وجعلكم هداة مهتدين

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب