الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

تعلم العلم لنفع الناس وليس رياء

12603

تاريخ النشر : 13-12-2000

المشاهدات : 14380

السؤال

إذا حفظ الإنسان علماً من علوم الدين لكي يقوم بدوره في القرية التي يسكنها ، وحفظ القرآن لكي يصلي بالشباب صلاة قيام رمضان ، هل يكون هناك نوع من الشرك الأصغر ؟.

الجواب

الحمد لله.


من المعلوم بالأدلة الشرعية أن طلب العلم والتفقه في الدين من أفضل القربات والطاعات ، وهكذا دراسة القرآن الكريم والعناية بالإكثار من تلاوته والحرص على حفظه أو ما تيسر منه ، كل ذلك من أفضل القربات ، فإذا قمت بما ينبغي من تعليم أهل قريتك وتوجيههم والصلاة بهم والصلاة بالشباب وغيرهم فكل هذا عمل صالح تشكر عليه وتؤجر عليه ،  وليس ذلك من الرياء ، وليس من الشرك إذا كان قصدك وجه الله والدار الآخرة ، ولم ترد رياء الناس ، ولا حمدهم ، ولا ثناءهم ، وإنما أردت بذلك أن تنفعهم وأن تتزود من العلم والفقه في الدين . وإنما يكون ذلك شركاً أصغر إذا فعلت ذلك رياء للناس ، وطلباً لثنائهم ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ) فسئل عنه ، فقال : ( الرياء ) ( يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الناس إليه ) يقول الله سبحانه يوم القيامة للمرائين : ( اذهبوا إلى من كنتم تراءون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عنده من جزاء ) فالرياء أن تعمل العمل وتقصد الناس أن يشاهدوك ويثنوا عليك ويمدحوك ، ومن ذلك السمعة ، كأن تقرأ ليثنوا عليك ويقولوا : إنه جيد القراءة ويحسن القراءة أو تكثر من ذكر الله ليثنوا عليك ويقولوا : يكثر من الذكر ، أو تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لتمدح ويثنى عليك ، وهذا هو الرياء ، وهو الشرك الأصغر ، فالوالجب الحذر من ذلك ، وأن تعمل أعمالك لله وحده ، لا لأجل مراءاة الناس وحمدهم وثنائهم ولكنك تتعلم لتعمل وتعلم إخوانك وتصلي بهم وترجو ما عند الله من المثوبة وتقصد بذلك نفعهم لا رياء ولا سمعة ، وإذا قرأت من المصحف فلا بأس أن تصلي بإخوانك من المصحف في رمضان فقد كان مولى عائشة رضي الله عنها يصلي بها من المصحف ، فلا حرج على المصلي أن يقرأ من المصحف في قيام رمضان إذا كان لا يحفظ ، وإن كان يحفظ عن ظهر قلب وقرأه حفظاً فهو أفضل وأحسن ولكن لا حرج في القراءة من المصحف عند الحاجة إلى ذلك .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/9 ص/366