الحمد لله.
أولا :
يحرم الاختلاط في أماكن العمل والدراسة لما يؤدي إليه من مفاسد ومحاذير ، وينظر جواب السؤال رقم (1200) ورقم (103044) .
ولا يجوز لولي الفتاة أن يدعوها لهذه الدراسة المختلطة ، فإن هذا من التفريط وتضييع الأمانة ، بل الواجب أن يمنعها من الحرام ، وأن يجنبها الآثام ، وأن يغار عليه ويصون عرضها .
ثانياً :
لا يجوز للمرأة أن تسافر دون محرم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ) رواه البخاري (1862) .
وروى مسلم (1339) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ تُسَافِرُ مَسِيرَةَ يَوْمٍ إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ).
وأما بقاؤها في مدينة بلا محرم ، فليس محظورا ، إذا أمنت على نفسها وراقبت الله تعالى في خروجها ودخولها ، وتجنبت مخالطة الرجال .
وعليه ؛ فإذا سافر معك محرم وأوصلك إلى بلد الدراسة ، وبقيت هناك في مكان آمن ، وتقيدت بالضوابط الشرعية في خروجك للجامعة ، فلا حرج عليك .
ولو فرض امتناع المَحرم من السفر معك ذهاباً وإياباً ، وأصر أهلك على الدراسة في أحد الخيارين المذكورين ولم يكن بد من ذلك ، فالقاعدة : أنه يختار أدنى المفسدتين لدفع أعلاهما .
فعليك أن تختاري أقل الأمرين شراً ، وهذا يحتاج إلى النظر والتأمل في الخيارين ، فقد يكون سفرك أقل شراً ، إذ به تسلمين من الاختلاط ، ولكن فيه من الشر أنك ستكونين منفردة عن أهلك في بلد غريب ، فإن أمكن الاتصال بعمك من الرضاع ، ويقوم هو بالاطمئنان عليك ، ومساعدتك .... إلخ فهو خير .
وينبغي أن تحرصي على زيادة إيمانك ، وتقوية صلتك بالله تعالى ، والبحث عن الرفقة الصالحة ، والانشغال بالأعمال الفاضلة كحفظ القرآن الكريم ، والمداومة على نوافل الصلاة والصوم .
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد .
والله أعلم .
تعليق