الحمد لله.
فإن الدعوة إلى الله من أوجب الواجبات ، وهي سبيل الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم من العلماء والدعاة والمصلحين ، ورغبةً في استكمال وتحقيق الهدف من الجولة الدعوية والاستفادة من وقتكم الثمين الذي تبتغون به الأجر من الله تعالى ، فإننا ننصحكم بما يلي :
1- تقوى الله عزَّ وجل ومراقبته في السر والعلانية ، قال عليه الصلاة والسلام : " اتق الله حيثما كنت .. " رواه الترمذي (1910) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1618) ، فتقوى الله هي رأس الأمر كله ، وهي سبب التوفيق في الدنيا والمثوبة في الآخرة . واحتساب الأجر وإخلاص النية لله عزَّ وجل في القول والعمل : " إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى " رواه البخاري (1) ومسلم (3530) ، وهذا مما يُعين الداعية ويجعل عمله مباركاً ، كما أن تقوى الله هي رأس الأمر كله ، وهي سبب التوفيق في الدنيا والمثوبة في الآخرة .
2- كونوا قدوة حسنة في كلامكم ومظهركم وطعامكم ونومكم ، مقتدين في ذلك كله بالنبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله .
3- الحرص على غض البصر وخصوصاً في البلاد التي يكثر فيها التبرج والسفور.
4- يُستحسن اللباس العربي لأن فيه مصالح كثيرة ، ولا يُفضل ارتداء اللباس الإفرنجي ، أما بالنسبة لما يُقال عن خطورة اللباس العربي في الخارج فهو مجرد إشاعات لا حقيقة لها . ويمكن نزع الغترة أو الشماغ والاكتفاء بالطاقية عند الحاجة إلى ذلك .
5- السواك سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم وهو نادر في أغلب البلدان لذا فهو هدية محببة لدى كثير من المسلمين .
6- استخدام حقيبة يدوية للملابس ؛ لأن احتمال فقدان العفش في تلك الدول وارد ، وكذلك إفساح المجال لشحن الكتب التي تحتاجونها ، وصرف ما معكم من أموال إلى الدولار للصرف منها أثناء الجولة .
7- أخذ جميع الاحتياطات اللازمة قبل السفر كالتطعيم من الأمراض المنتشرة في الدولة التي سوف تُسافر إليها ، وأخذ بطاقة التطعيم الدولي الأصفر .
8- أخذ جميع العناوين التي يُحتاج إليها مثل عنوان سفارات بعض البلاد العربية والإسلامية ، وكذلك المراكز والهيئات الإسلامية المعروفة والموثوقة .
الحذر من الإيحاء إلى المسلمين الذين تختلطون بهم أنكم جئتم لمساعدتهم مادياً لأن هذا يفتح عليكم باب طلبات المساعدة والمطالب الشخصية ، بل قد يفهم بعض الناس أن معكم أموالاً طائلة فيتربصون بكم شراً . ولكن هذا لا يمنع من استصحاب بعض الزكوات والصدقات معكم لدفعها للمحتاجين إليها عند اقتناعكم بذلك مع الحذر والسرية .
9- عدم الخوض في أحاديث لا داعي لها ، والحذر من التطرق إلى أمور الزواج ولو من باب المزاح لا سيما مع المترجمين ، وقد حدثت مآسي من جراء قيام بعض الدعاة من الزواج في أول الرحلة الدعوية ، والطلاق في آخرها ، ومن ذلك تشويه سمعة الدعاة وتضييع أولاد وزوجات .
10- التزود بما يلي :
" مصحف جيب ، ويُفضل أن يكون من المذيل بترجمة معاني الكلمات وأسباب النزول.
" كتاب أو كتابين في العقيدة وخصوصاً التوحيد وما يتعلق بالطرق الصوفية .
" كتاب أو كتابين في فقه العبادات وخصوصاً في فقه الطهارة والصلاة والصيام .
" كتاب رياض الصالحين للإمام النووي فهو مرجع شامل خصوصاً في فقه الطهارة والصيام .
" فتاوى اللجنة الدائمة .
" مجموعة مختارة من الدروس والمحاضرات المسجلة للاستفادة منها خصوصاً أثناء الرحلات الطويلة بالسيارة .
" استصحاب وسيلة تعين على تحديد اتجاه القبلة وأوقات الصلوات وساعة منبه ، ويُفضل شراء جهاز تسجيل صغير لتسجيل بعض الكلمات وإجراء بعض المقابلات مع السكان المحليين عند الحاجة ، واللقاءات الدعوية وما ذُكر أعلاه يُفيد الداعية في إعداد الكلمات والدروس والمحاضرات والإجابة عن الأسئلة ، وكذلك في تنظيم وقته والاستفادة منه بإذن الله تعالى .
11- الاستفادة قدر الإمكان من الوقت بما يُفيد الدعوة حيث إن زيارتكم هناك مكسب للمسلمين في ذلك البلد ، فما من بابٍ للخير يُمكن طرقه إلا وعليكم به ولا تترددوا وليكن ذلك بالتنسيق مع الاخوة المسئولين والمنظمين .
12- مراعاة جانب ضعف العلم والجهل واختلاف المذاهب عند طرح أي موضوع أو قضية للنقاش مع محاولة الابتعاد عن الخوض في المسائل الخلافية وتصنيف الناس ، والحرص على بيان الحق من غير التعرض للأشخاص .
13- الحكمة من أعظم الأمور الأساسية في منهج الدعوة إلى الله تعالى وخاصة في ظروف السفر ، وهي مطلوبة في ترتيب الأولويات والتدرج في تحقيق الأهداف كما أنها مطلوبة في التعامل مع مختلف أصناف الناس ، ومن الحكمة أيضاً تقدير الناس وحفظ مقاماتهم ، وإنزالهم منازلهم .
14- سيجد الداعية بعض الأسئلة الفقهية ترد عليه أثناء الجولة ، وخصوصاً بعد إلقاء الدروس والكلمات فينبغي عليه التوسط في التعامل مع هذه القضية ، والإجابة على الأسئلة الشرعية بالأدلة وذكر أقوال العلماء أو قول " لا أدري " ، كما قيل : " من قال لا أدري فقد أفتى " . ولا مانع من تأجيل الجواب إلى حين مراجعة المسألة .
15- الأفضل أن تكون الدروس والكلمات بالتناوب بين المشاركين في الجولة ، ولا نرى أبداً أن يستأثر واحد فقط بأعباء الجولة فيصبح هو المفتي والخطيب والواعظ حتى وإن كان أكثر مقدرة وتمكناً ؛ لأن من أهداف الجولات تدريب الدعاة عملياً على الدعوة ، وهذه الجولات فرصة ثمينة للتدرب على المواعظ والخطب خصوصاً بالنسبة للاخوة الذين يجدون صعوبة وعدم مقدرة على تطبيق ذلك داخل البلاد نظراً لوجود العلماء وطلبة العلم .
16- التعرف على أحوال المسلمين وذلك بالتعرف على الوضع الإسلامي بعامة والجمعيات والمؤسسات الإسلامية الرسمية وغير الرسمية في المنطقة بخاصة ، وكتابة عناوينها وتقارير عن نشاطاتها ، وكذلك التعرف على الشخصيات الإسلامية البارزة والمؤثرة في المجتمع ، ومحاولة كسبهم قدر الإمكان بالزيارة والكلمة الطيبة ، للاستفادة فيما يعود على الإسلام والمسلمين بالخير ،كل ذلك حسب الضوابط الشرعية ، وكذلك التعرف على النشاطات المعادية للإسلام في المنطقة ومتابعتها .
17- توثيق الصلات بالجهات الدينية والرسمية الموجودة ، وذلك عبر اللقاءات الودية وتهادي الكتب والمواد السمعية الإسلامية ونحوها ، وهذا سيسهل لكم كثيراً من الأمور في عملكم ويكون أبلغ في انتشار الدعوة وتأثيرها .
وختاماً نسأل الله لكم التوفيق والسداد ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تعليق