الحمد لله.
1-كانت عائشة رضي الله عنها قرينة النبي عليه الصلاة والسلام عشر سنوات تتعلم منه ، وقد رزقها الله حفظا وفهما وذكاء ، فكان في ذلك منفعة للمسلمين ، وكان الكثير من الصحابة يرجعون إليها ويستفيدون منها ومن علمها . ولا شك أن في هذه الأزمنة رجالاً قاموا بواجب العلم فصاروا مرجعا للرجال والنساء ، ومع ذلك إذا وُجِد امرأة لها نصيب من العلم والقدرة على أن تُعَلِّم فلا تُحْرَم من ذلك ، ويجوز الرجوع إليها وسؤالها ، ولكن من وراء حجاب ، كما كانت عائشة رضي الله عنها تفعل ، خاصة إذا لم يوجد من يفتي الرجال فلا يجوز لها كتمان العلم .
2-كانت عائشة رضي الله عنها ملازمة لحجرتها فيدخلون عليها وبينها وبينهم حجاب أي حاجز ساتر ثم يكلمونها وتحدثهم وتسأل عن أسمائهم وتترحم عليهم وعلى آبائهم ، وتفيدهم بما عندها من العلم . وفي هذه الأزمنة تكون المرأة معلمة للنساء فتبين لهن ما علمها الله ، وتحيل إلى غيرها إذا لم يكن لديها علم ، فقد جاء عن عائشة أنها سئلت من رجل عن كيفية المسح على الخفين ومدّته فقالت : اسأل عليا فإنه كان يسافر مع رسول الله ، مع أنها كانت تسافر معه أيضا ، ولكن علم علي في ذلك آكد .
3-تقول عائشة : نِعم نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء من التفقه في الدين . فالنساء تحصل لهن الحاجة إلى كثير من المسائل التي تقع لهن فلابد أن تسأل ، فعليها أن تكون متحجبة ساترة لوجهها وجسدها . وقد كنّ الصحابيات يسألن رسول الله فيدخلن عند عائشة أو يسألنه في الطريق أو عند الباب .
والله أعلم
سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله .
تعليق