الحمد لله.
معلوم أن أوامر النبي عليه الصلاة والسلام هي من أوامر الله تعالى ، وأن الله تعالى أمرنا أن نطيع رسوله ، وقد جاءت الأحاديث عنه في الأمر بتربية اللحى والنهي عن حلقها ، كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عشر من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية ... الحديث) وإعفاؤها : تركها ، وهي من الفطرة أي من السنة ، وهي سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ، فمن حلقها فقد خالف السنة ، ويكون بذلك قد عصى ، وقد أمرنا الله بطاعة رسوله بقوله تعالى : (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا) ، ونهانا عن معصيته بقوله تعالى : (ومن يعص الله ورسوله يدخله نارا خالدا فيها) ، وتوعّد من يخالف أمره بقوله تعالى : (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) . ونعلم أن رسول الله قدوتنا وأسوتنا لقوله تعالى : (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) أي قدوة حسنة فنتبعه في أفعاله ، وقد كان عليه الصلاة والسلام يُعفي لحيته ولا يأخذ منها ، وما روي أنه كان يأخذ من طولها وعرضها فلم يثبت شيء من ذلك . وقد ذكر الله في كتابه أن نبيه هارون كان معفيا لحيته وذلك لمّا قال لأخيه : (لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي) فدلّ على أنهم كانوا يعفون اللحى .
ولا يجوز طاعة مخلوق في معصية الخالق ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) . فمن أطاع إنسانا وعصى الله تعالى فقد أطاع في معصية ، وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إنما الطاعة في المعروف) . فولاة الأمر إذا أمروا بمعصية فلا يطاعون في ذلك ، وإذا أمروا بمعروف فطاعتهم من طاعة الله ، وكذلك الوالدين .
والله أعلم
سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله .
تعليق