الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

هل لبس الغترة في بلد لا يعتاد الناس لبسها فيه يكون من لباس الشهرة؟

132433

تاريخ النشر : 01-06-2009

المشاهدات : 18875

السؤال

نحن في مصر لا يلبس الغترة إلا المشايخ فهل لو لبستها يكون لباس شهرة؟ وإذا كانت الإجابة: نعم ، فلماذا تكون جائزة للمشايخ؟

الجواب

الحمد لله.

روى أبو داود (4029) وابن ماجة (3607) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم  قَالَ : (مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ أَلْبَسَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ ، ثُمَّ تُلَهَّبُ فِيهِ النَّارُ) حسنه الألباني في "صحيح أبي داود" .

قال السندي :

"أَيْ : مَنْ لَبِسَ ثَوْبًا يَقْصِد بِهِ الِاشْتِهَار بَيْن النَّاس ، سَوَاء كَانَ الثَّوْب نَفِيسًا يَلْبَسهُ تَفَاخُرًا بِالدُّنْيَا وَزِينَتهَا ، أَوْ خَسِيسًا يَلْبَسهُ إِظْهَارًا لِلزُّهْدِ وَالرِّيَاء" انتهى .

وقال في "عون المعبود" :

" قَالَ اِبْن الْأَثِير : الشُّهْرَة ظُهُور الشَّيْء ، وَالْمُرَاد : أَنَّ ثَوْبه يَشْتَهِر بَيْن النَّاس لِمُخَالَفَةِ لَوْنه لِأَلْوَانِ ثِيَابهمْ ، فَيَرْفَع النَّاس إِلَيْهِ أَبْصَارهمْ ، وَيَخْتَال عَلَيْهِمْ بِالْعُجْبِ وَالتَّكَبُّر" انتهى .

فالذي ينبغي للمسلم أن يلبس ما اعتاده أهل بلده من الثياب ، ما دام هذا اللباس حلالاً .

عن عدي بن الفضل قال : قال لي أيوب : "اُحْذُ (يعني : اصنع) نعلين على نحو حذو نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : ففعلت ، فلبسها أياما ثم تركها ، فقلت له في ذلك فقال : لم أر الناس يلبسونها" انتهى .

"التواضع والخمول" (ص86) .

وقال حصين بن عبد الرحمن : كان زبيد اليامي يلبس برنسا ، قال : فسمعت إبراهيم النخعي عابه عليه ، قال : فقلت له : إن الناس كانوا يلبسونها ، قال : أجل ! ولكن قد فني من كان يلبسها ، فإن لبسها أحد اليوم شهروه وأشاروا إليه بالأصابع .

رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (5/205) .

وعن سفيان الثوري قال : كانوا يكرهون الشهرتين : الثياب الجياد التي يشتهر فيها ويرفع الناس إليه فيها أبصارهم ، والثياب الرديئة التي يحتقر فيها ويستذل دينه .

"التواضع والخمول" ( ص 88) .

وجاء في "الموسوعة الفقهية" (6/136-137) :

"لُبْسُ الأَْلْبِسَةِ الَّتِي تُخَالِفُ عَادَاتِ النَّاسِ مَكْرُوهٌ لِمَا فِيهِ مِنْ شُهْرَةٍ ، أَيْ مَا يَشْتَهِرُ بِهِ عِنْدَ النَّاسِ وَيُشَارُ إِلَيْهِ بِالأَْصَابِعِ ، لِئَلاَّ يَكُونَ ذَلِكَ سَبَبًا إِلَى حَمْلِهِمْ عَلَى غَيبَتِهِ ، فَيُشَارِكَهُمْ فِي إِثْمِ الْغِيبَةِ" انتهى .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "هذا هو السنة ، أن الإنسان يلبس ما يلبسه الناس ، لأن هذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولذلك نهى عن لباس الشهرة ، ولباس الشهرة أن الإنسان يلبس ما يشتهر به بين الناس من أنواع الألبسة المباحة" انتهى .

"شرح الأصول من علم الأصول" (ص405) .

والمعروف عن أهل مصر أنهم لا يلبسون الغترة ، وإنما يلبسها أهل الجزيرة العربية والعراق والشام ، فعليك بموافقة ما اعتاده أهل بلدك .

ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد .

ولمزيد الفائدة انظر جواب السؤال رقم : (104257) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب

موضوعات ذات صلة