الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

لبست الحجاب وتابت من العلاقات المحرمة فهل يغفر الله لها ؟!

13630

تاريخ النشر : 28-07-2001

المشاهدات : 25874

السؤال

هل يغفر الله لفتاة تعودت على الخروج مع الشباب ، وهي الآن تريد أن تمتنع عن ذلك ، وقد طلبت من الله المغفرة ، وبدأت تلبس الحجاب ؟.

الجواب

الحمد لله.

لا شك أن هذا العمل الذي كنت عليه من الأمور المحرمة التي لا يرضاها الله عز وجل ، ويراجع للأهمية جواب سؤال رقم ( 1114 )

لكن فضل الله واسع فهو أرحم الراحمين وهو أرحم من الوالدة بولدها ، ولذلك فإن التوبة تجُبُّ ما قبلها ، فإذا تاب الإنسان إلى الله عز وجل توبة نصوحاً فإن الله يغفر له قال تعالى : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ) التحريم/8 .

قال ابن كثير : عسى من الله مُوجِبَة .

وقد جاء في الحديث الحسن الذي رواه ابن ماجة عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ ) ( الزهد/4240 ) وحسنه الألباني في " صحيح سنن ابن ماجة " برقم ( 3427 ) ، ولا شك أن رجوع المسلم إلى الله وتوبته إليه من الأمور التي تبعث في النفس السرور بهذا الأمر ، كيف لا والله عز وجل يفرح بذلك فقد جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلاةِ ) كتاب التوبة/4927 ، فاحمدي الله عز وجل أن وفقك للتوبة وأرشدك إلى طريق الهداية ، واحذري من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ ومن الضلال بعد الهداية ، فعليك بالثبات على هذا الأمر وعدم التهاون بأي شيء من المحرمات التي كانت قبل التوبة ، والبعد عن رفقاء السوء ، والصبر عن ذلك ، لأن رفقاء السوء سيبذلون قصارى جهدهم في التثبيط تارة ، وبالتشكيك من مغفرة الله تارة ، فعليك أن لا تلتفتي إلى شيء من ذلك ، بل اجتهدي في التقرب إلى الله بالطاعات وعليك بإيجاد رفقة بديلة من نساء صالحات حتى يكنَّ عونا لك في طريق الهداية .

نسأل الله لك الثبات على دينه وشرعه والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد