الحمد لله.
من السنة تسمية المولود باسم حسن ، ومن ذلك تسميته بما جاءت الشريعة باستحسانه ، وندبت إلى التسمية به ، كعبد الله ، وعبد الرحمن ، والحارث ، ومحمد .
وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُغَيِّرُ الِاسْمَ الْقَبِيحَ إلى الحسن . رواه الترمذي (2839) وصححه الألباني في "الصحيحة" (207) .
أما التسمية بـ" محمد الفاتح " .
فـ "محمد" أشهر أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، ومعناه : كثير الخصال التي يحمد عليها .
و"الفاتح" أيضاً من أسمائه صلى الله عليه وسلم ، وذكر ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" (1/96) معناه فقال :
"وأما الفاتح ، فهو الذي فتح الله به باب الهدى بعد أن كان مُرْتَجاًَ ، وفتح به الأعين العمي ، والآذان الصم ، والقلوب الغلف ، وفتح الله به أمصار الكفار ، وفتح به أبواب الجنة ، وفتح به طرق العلم النافع والعمل الصالح ، ففتح به الدنيا والآخرة ، والقلوب والأسماع والأبصار والأمصار" انتهى .
والذي يظهر لنا أنه لا ينبغي أن يجمع بينهما ، فيسمى الولد بـ "محمد الفاتح" ، لأن الجمع بينهما سيكون تزكية عظيمة لهذا الولد ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الأسماء التي فيها تزكية ومدح لصاحبها .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" الذي ينبغي أن لا يسمي الإنسان ابنه أو ابنته باسم فيه تزكية ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم غير اسم بَرَّة إلى زينب ؛ لما في اسم برة من التزكية ، ولدينا أسماء أفضل من ذلك وأحسن : وهي ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام في قوله : ( أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن ) فإذا اختار الإنسان لأبنائه اسماً من هذه الأسماء كان أحسن وأولى لما فيها من التعبيد لله عز وجل ، ولاسيما التعبيد لله أو للرحمن ، ومثل ذلك عبد الرحيم وعبد الوهاب وعبد السميع وعبد العزيز وعبد الحكيم وأمثال ذلك " انتهى مختصرا .
"فتاوى نور على الدرب" (228 / 23) .
وينبغي الإشارة هنا إلى السلطان العثماني السابع في سلسلة آل عثمان ، وهو القائد المسلم الذي فتح القسطنطينية ، عاصمة الدولة البيزنطية ، فَلُقِّبَ بالفاتح ، فاسمه هو : محمد و"الفاتح" ليس اسماً له ، وإنما هو لقب استحقه لما فتح تلك المدينة ، وهو لقب صادق عليه بلا شك ، رحمه الله.
والخلاصة :
أنه لا يشرع تسمية الولد باسم " محمد الفاتح " وإنما المشروع تسميته باسم " محمد " فقط ، كما جرى عليه عمل المسلمين ، أو بأي اسم آخر مما جاءت الشريعة بالحض على التسمية به كما تقدم .
والله أعلم .
تعليق