الحمد لله.
أولا :
الدعاء عبادة لها أهمية في الشرع المطهر ، كما ثبت عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ ) ، ثم قرأ : وقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ . رواه الإمام أحمد (30/298) ، وأصحاب السنن ، وصححه الألباني .
ولذلك كان الواجب علينا أن نتعلم أحكام الدعاء وفضائله وآدابه ، كما نتعلم سائر أحكام العبادات وآدابها .
قال علماء اللجنة الدائمة :
" الأصل في الأذكار وسائر العبادات الوقوف عند ما ورد من عباراتها وكيفياتها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (6 / 87)
وينظر في ذلك : "تصحيح الدعاء" ، للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله .
ثانيا :
الصيغة الواردة في الدعاء ، والتي عليها عمل المسلمين قاطبة ، هي أن يقال في الدعاء : ( يا الله ) أو نحو ذلك من أسمائه الحسنى ( يا رحمن ، يا رحيم ... ) ونحو ذلك ، والأمر فيه واسع مشروع ، كما قال الله تعالى : ( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ) الإسراء/110 .
وأما قول القائل : ( يا بسم الله ) ، فهذا أولا دعاء بصيغة لا تعرف في الدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عليها عمل أحد من أهل العلم ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) رواه مسلم .
ثم هو ـ أيضا ـ خطأ من حيث لغة العرب ، فإن قول القائل ( بسم الله ) هذا جملة متعلقها محذوف ، والتقدير : بسم الله أبتدئ ، أو : ابتدائي ، أو نحو ذلك . والجملة لا تدعى ولا تنادى ، وإنما النداء خاص بالأسماء . فالصيغة المذكورة خطأ في اللغة ، مردودة في الشرع .
ثالثا :
الغالب في صيغة النداء أن يقال : " اللهم " ، بدلا من : " يا الله " ، وإن كانت هي الأصل ، إلا أنهم استعاضوا بذلك تخفيفا ، وإن كان استعمال الصيغة الأصلية جائزا .
قال الأستاذ عباس حسن رحمه الله :
" والأكثر في الأساليب العالية عند نداء لفظ الجلالة أن يقال : "اللهم" ، وهو من الألفاظ الملازمة للنداء ، نحو قوله تعالى : قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ ..." . "النحو الوافي " (4/38) .
والله تعالى أعلم .
تعليق