الحمد لله.
أولا :
بداية نسأل الله لنا ولك الثبات على الحق ، ودوام الهداية إلى السعادة في الدنيا والآخرة ، ونوصيك ألا تنسى شكر الله تعالى على ما أولاك من النعم الكثيرة ، وخاصة نعمة الهداية إلى الإيمان به عز وجل ، وبجميع أنبيائه ورسله ، من غير تفريق بينهم ، والإيمان بما جاءت به الشرائع كلها ، وآخرها شريعة محمد صلى الله عليه وسلم التي هي خاتمة الشرائع ، من أخذ بها نجا واهتدى ، ومن ضل عنها خاب وخسر .
ونوصيك أخانا السائل بالإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله في السجود ووقت السحر ، كي يدفع الله عنك كل ما يضر إسلامك ، ويحفظ عليك دينك ، ويثبتك على الحق ، ومن المستحب أن تستعين ببعض الأدعية الواردة في السنة ، بعد أن تأخذ بالأسباب وتجتهد في سداد ما عليك من الدين:
1- عَنْ سُهَيْلٍ قَالَ : كَانَ أَبُو صَالِحٍ يَأْمُرُنَا إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ ثُمَّ يَقُولُ :
( اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى ، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ : اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ ، وَأَغْنِنَا مِنْ الْفَقْرِ )
وَكَانَ يَرْوِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . رواه مسلم (2713)
2- وعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ : إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي .
قَالَ : أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ ؟! قَالَ : قُلْ :
( اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ ، وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ ) رواه الترمذي (2563) وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ . وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
الكتابة : المال الذي اشترط السيد على عبده أداءه إليه حتى يعتقه . جبل صِير : اسم جبل .
3- وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ ، فَقَالَ يَا أَبَا أُمَامَةَ ! مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ ؟! قَالَ : هُمُومٌ لَزِمَتْنِي وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ ، وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَالَ : ( قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ ) قَالَ : فَفَعَلْتُ ذَلِكَ ، فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي ، وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي .
رواه أبو داود (1555) وفيه غسان بن عوف قال الذهبي : غير حجة ، لذلك ضعف الشيخ الألباني الحديث في " ضعيف أبي داود "، ولكن الدعاء المذكور ، وهو قوله : ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن.. ) ثابت في الصحيحين دون قصة أبي أمامة هذه ، والله أعلم .
ثانيا :
لا حرج عليك في استعمال بعض الأسماء الأجنبية المستعارة لغرض التسويق والدعاية ، بشرطين اثنين :
1- ألا تدعي أثناء عملك أن هذا هو اسمك الحقيقي ، فإذا سئلت عن اسمك الحقيقي يجب أن تذكر ما اخترته من اسم تعرف وتنادى به ، حتى لا تكون كذبة عليك ، وحتى يمكن التحقق من شخصك إذا استدعى الأمر ذلك .
2- كما لا نحب أن تختار من الأسماء المستعارة ما يختص به النصارى من أسماء لا يسمي بها المسلمون غير العرب ، كمثل اسم : " توني "، و " جريس "، و " بطرس ": فهذه أسماء غالبة لدى النصارى ، ولا ينبغي للمسلم أن يتسمى بما يختص به غيره من أهل الديانات الأخرى .
فإذا راعيت هذين الأمرين فلا حرج عليك من اختيار أسماء غير عربية مستعارة لغرض العمل ، خاصة وأن الاسم لا ينبني عليه شيء عملي لدى العملاء ، سوى أنه قد يدرأ عنك بعض التعصب والحقد على المسلمين .
فإذا كان اسمك المستعار قد استعملته من قبل ذلك ، وشق عليك تغييره ، أو ترتب عليك ضرر من ذلك : فلا بأس بإبقائه ، إن شاء الله ، حتى ولو كان غالبا في النصارى ، ما لم يدل على شرك ، أو تعبيد لغير الله .
وقد سبق في الموقع في جواب السؤال رقم : (101401) تقرير جواز بقاء النصراني على اسمه السابق إذا أسلم ، وأنه لا يلزمه تغييره ما لم يكن اسما مميزا في دين النصارى اليوم .
وسبق أيضا بيان جواز الدخول إلى المواقع والمنتديات بأسماء مستعارة ، وأن ذلك ليس من الكذب المحرم ، وبناء عليه يمكن تخريج جواب الأخ السائل ههنا : (71417)
وقد سئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
ما حكم عمل حوار تعليمي مكتوب بأسماء مستعارة ؟
فأجاب:
" الأمر في هذا سعة ، يجعل حوار باسم فلان ، وباسم فلان ، قال فلان ، وأجاب فلان ، بأسماء مستعارة ، ما فيه بأس " انتهى.
وأما استعمال صورتك الشخصية لغرض بث الثقة في نفوس العملاء فلا حرج فيه إن شاء الله ، لوجود الحاجة المبيحة للتصوير.
والله أعلم .
تعليق