الحمد لله.
أما تلك السندات والكوبونات التي تعطى للمتبرع حينما يدفع مبلغ التبرع فلا شيء عليك في ضياعها من الناحية المادية ؛ لأنه لا قيمة لها في ذاتها ، ولكن عليك الاستغفار والتوبة لضياعها منك ؛ لأنها كانت أمانة عندك ، وكان الواجب عليك أن تحفظها حتى تردها إلى الجمعية .
أما المبلغ الذي كنت قد حصلته باسم الجمعية من المتبرعين وأنفقته ولا تدري ما مقداره : فعليك تقديره على نفسك بحسب ما يغلب على ظنك ، ثم تدفعه إلى جمعية خيرية تقوم بمثل أنشطة الجمعية التي كنت تعمل معها ، بنية التخلص منه والتوبة ، لا بنية الصدقة .
وعليك التوبة والاستغفار مما فعلت ، والإكثار من العمل الصالح من الصلاة والصيام والصدقة وكافة أنواع البر فإن الحسنات يذهبن السيئات .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله لبعض هؤلاء الذين اكتسبوا مالا حراما ثم تابوا :
"نوصيك بإخراج ما يغلب على ظنك أنه من كسب حرام في وجوه البر , مع التوبة الصادقة المشتملة على الندم على ما سلف , والإقلاع عن فعل الحرام , والعزم الصادق على ألا تعود إليه ، وأبشر بالخير والعاقبة الحميدة ، كما قال الله سبحانه : (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) ونوصيك بالإكثار من الأعمال الصالحة من الصلاة والصوم والذكر , لقول الله عز وجل : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)" انتهى باختصار .
"مجموع فتاوى ابن باز" (9/441) .
والله أعلم
تعليق