الجمعة 7 جمادى الأولى 1446 - 8 نوفمبر 2024
العربية

الصلاة في غرفة في طرفها حمام

14506

تاريخ النشر : 25-12-2001

المشاهدات : 69202

السؤال

أنا أعيش في دولة غير إسلامية وأواجه مشكلة عندما يحين وقت الصلاة وأنا خارج المنزل حيث لا يوجد دائماً مساجد قريبة لأصلي فيها . لذا فأحياناً أصلي في غرفة القياس الموجودة في بعض المحلات أو في الغرف الخاصة بالأمهات لتغيير حفاظات أطفالهم وعادة ما يكون هناك دورة مياه في ركن من هذه الغرفة فهل يجوز أن أصلي في هذه الغرفة بعيداً عن دورة المياه أم أنها تعتبر مكاناً نجساً ؟
هل يجوز أن أصلي في منتزه عام أو في موقف للسيارات ؟ أنا لا أخجل من ديني ولا أجد حرجاً في إشهاره أمام الناس لكني أشعر بالحرج عندما يتجمهر الناس حولي وكأنهم يشاهدون عرضاً ما . كما أنني أخشى أن تكون صلاة المرأة أمام الرجال حراماً . فماذا تفعل الأخت المسلمة في مثل هذه الحالات ؟.

الجواب

الحمد لله.

جاء النهي عن النبي صلى الله عليه وسلم  عن الصلاة في بعض المواضع ومنها الحمام ، فإنه لا تجوز الصلاة فيه ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم  أنه قال : ( الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام ) رواه الترمذي (الصلاة/291) ، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي ( 262) ، والحمام هو كل ما يُتّخذ لقضاء الحاجة  ، وكل ما كان هذا صفته فإنه لا تجوز الصلاة فيه ، وهذه الغرفة التي في طرفها حمام ـ لا تعتبر كذلك ما دام يوجد بينها وبين الحمام فاصل من دار وباب ونحو ذلك ـ  فعلى هذا تصح الصلاة في هذه الغرفة ، لأن النهي عن الصلاة في الحمام لنجاسته غالباً . وهذه الغرفة ليست كذلك . والله أعلم .

ومما يدل على صحة الصلاة في هذا المكان وغيره من الأماكن قول النبي صلى الله عليه وسلم  : ( وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، فأيما رجل أدركته الصلاة فليصل ) رواه البخاري( التيمم/323) ، فتصح الصلاة فيه وكذلك تصح في المنتزهات ومواقف السيارات بشرط طهارة البقعة التي يُصلى فيها .

وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله إذا كان الحمام في قبلة المصلي هل تصح الصلاة إليه فقال :

تصح الصلاة ولا حرج في ذلك وإنما ينهى عن الصلاة في داخل الحمام .

انظر فتاوى الشيخ ابن باز ج/2 ص/196 .

ومما ينبغي التنبيه عليه أن كشف وجه المرأة في الصلاة خاص بما إذا كانت بين النساء أو بين محارمها ، أما إذا كانت تصلي في مكان يراها فيه الرجال فإنها تغطي وجهها وفي تصلي . يراجع جواب سؤال رقم 21803

ثانياً : أنت مأجورة إن شاء الله على الحرص على أداء الصلاة في وقتها ، ولا شك أن هذا هو الواجب على المسلم أن يصلي الصلاة لوقتها ، وعليك أن تستشعري طاعتك لله وأنت تصلي .

واعتزازك بالحق وقيامك بالصلاة وعدم الخجل من إظهار العبادة قد يكون سبباً في إسلام بعض من يراك من غير المسلمين ، فيكون لك مثل أجره إن شاء الله .

وفقنا الله وإياك لكل خير .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد