الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

الصلاة في حضرة غير المسلمين

145739

تاريخ النشر : 24-03-2010

المشاهدات : 9132

السؤال

أنا مسلمة حديثة عهد بالإسلام ، وأعيش مع أسرتي التي تحمل عداءا شديدا للإسلام، و قد هددوني في الحقيقة بطردي إن لم أخفض من نشوتي المتزايدة بعقيدتي ، وأنا لا أتمتع بخصوصية كاملة هنا، فالحجرة التي أقيم بها لا تغلق ، وأفراد العائلة يمشون في أي مكان يحلو لهم ، وخاصة أمي . والمشكلة أنها قالت لي : إنه لا يجب أن أركع في اتجاه المشرق، تقصد الصلاة ، في بيتها، وهذا بطبيعة الحال الشيء الذي لا يمكن أن أطيعها فيه، فيجب أن أطيع الله، فأنا أحاول أن أفعل ذلك بكل هدوء وأغلق صوت الآذان في برنامج الآذان عندي، ولقد قاطعتني في صلاتي اليوم وهي لم تكن تدرك أني أصلي ، فقد كانت متشككة في ذلك ، لكنها على أية حال قاطعت صلاتي ، فماذا أفعل إذا حدث ذلك ثانية ؟ هل أنتظر حتى أخلو بنفسي وأصلي من جديد أم أواصل صلاتي ؟ وأعرف أن للصلاة مواقيت ثابتة ، ولكن هذا صعب جدا تحقيقه بالنسبة لي، وهو مشكلتي التي أعاني منها منذ زمن طويل الآن، وللعلم لا أجد أي صحبة مسلمة قريبة ، فهم بعيدون عني أميال بعيدة ، ولا يوجد مسجد أيضا ، لذا فأنا مسلمة وحيدة هنا؟ وجزاكم الله خيرا .

الجواب

الحمد لله.

نبارك لك ما منَّ الله به عليك من الهداية للإسلام ، فهو النعمة العظمى التي لا يعدلها شي ، ونذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ). رواه مسلم (145)

فطوبى لك الغربة التي تعيشينها بين أهلك وفي بلدك .

واعلمي أن سلوك طريق الإيمان يحتاج إلى صبر وثبات كما قال تعالى : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ).

ومن أنواع الفتن ما يسمعه الإنسان من ألوان الأذى ممن حوله لرده عن دينه وتثبيطه عنه بشتى أنواع الضغوط ، كما قال سبحانه وتعالى : ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) .

وينظر جواب السؤال (2644) .

ومما ننصحك به :

1- الرفق في التعامل مع أهلك ، بالقول الحسن والحلم والصفح عما بدر منهم ، وإظهار النصح والشفقة عليهم ، مع الدعاء لهم بالهداية للدين الحق .

وليس من الحكمة في الوقت الراهن أن تظهري أمامهم ما يسبب إغاظتهم وإيذاءهم لك ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بعض من أسلم من أصحابه بكتمان إسلامه إذا خشي عليه الأذى .

2- وقت الصلاة وقت موسع يمتد في الغالب إلى دخول وقت الصلاة الثانية ، ولذلك فعليك أن تتعرفي من خلال برنامج الأذان عندك : متى يبدأ وقت كل صلاة ، ومتى ينتهي ، وحاولي أن تختاري الوقت المناسب للصلاة فيما بين وقت البداية ووقت النهاية ؛ ونعتقد أن وقت صلاة الفجر سوف يكون مناسبا لك ، وسوف يكون المجال مفسوحا لك في الغالب ، لأنه وقت نوم عندهم ، وهكذا وقت صلاة العشاء أطول من غيره ، وفي عامة الأوقات : عليك أن تترقبي أوقات خلو المنزل ، أو انشغال الموجودين فيه ، أو نومهم ونحو  ذلك ، ولو أدى الأمر لتأخير الصلاة عن أول وقتها الذي هو أفضل الأوقات . 

3- لا يجوز لمن دخل في صلاة الفرض أن يقطعها إلا لوجود عذر ،  وإذا كان علم أمك بصلاتك سيسبب لك ضرراً فلا حرج عليك من قطع الصلاة لتدفعي غضبها وأذاها ، ثم أعيدي صلاتك بعد ذلك إذا مشت ، وحاولي أن تتلطفي في تعريفها أنك في مثل هذه الهيئات تكونين في صلاة ، وأنه لا يجوز لك أن تقطعي صلات إذا دخلت فيها حتى تكمليها .

وانظري جواب السؤال (65682) .

5- من الرخص الشرعية الثابتة بالسنة النبوية جواز الجمع بين صلاتي الظهر والعصر ، والمغرب والعشاء ، في وقت إحداهما عند وجود الحرج والمشقة من أداء كل صلاة في وقتها ؛ فإذا استدعى الأمر أن تجمعي بين صلاتين ، تفاديا لما قد يحدث لك من أذى أو مشكلات : فلا مانعي أن تفعلي ذلك أحيانا ، حتى يعتادوا على ترك التعرض لك في صلات وعبادتك ، وييأسوا من ردك عن دينك .

نسأل الله أن يشرح صدرك ، وأن يثبتك على الهدى والدين الحق .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب