الحمد لله.
أولا :
لا حرج ، إن شاء الله ، في احتفال الأهل بأول يوم يصومه الصبي أو الصبية ؛ ما دام الأمر سوف يقتصر على هذه المرة ، ولن يكون عيدا متكررا ، فلا بأس بإظهار السرور ببلوغ الغلام هذه الطاعة ، أو تشجيعه على ذلك وإفهامه أن ذلك حدث مهم في حياته ، وأنها - أيضا - نعمة تستحق الشكر من الله ؛ وقد استحب بعض أهل العلم صنع الطعام عند كل سرور حادث ، ونصوا على صنع الطعام عند ختم الصبي للقرآن .
وينظر جوب السؤال رقم (89705) .
ثانياً :
إذا كان القصد بالاجتماع على الإفطار ، إشاعة الألفة والمحبة بين المجتمعين ، خاصة إذا كانوا ذوي رحم ، أو كانوا مغتربين ، ويشجع ذلك على تواصلهم وتراحمهم ، وزيادة الترابط بين الأسر المسلمة وأبنائها ، أو كان في ذلك إعانة على إطعام الطعام ، وتفطير الصائمين ، أو نحو ذلك من المقاصد الصحيحة : فلا بأس به ، بل هو أمر محمود ، يرغب فيه ، بحسب المقصد منه ، على ألا يعتقد أن ذلك سنة من حيث الأصل ، أو يتخذ المجتمعون لهم عيدا غير الأعياد الشرعية ، فيجتمعون في يوم معين ، أو بوصف معين يظنون أن له فضيلة خاصة في الشرع .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
أعلن في أحد المساجد أنه يوجد إفطار لكل من يريد الصيام في كل يوم خميس فما حكم ذلك ؟
فأجاب : " هذا الإعلان لا بأس به ؛ لأنه إعلان فيه دعوة للخير وليس المقصود به بيعا ولا شراءً ، المحرم أن يعلن عن البيع وشراء أو تأجير واستئجار ، مما لم تبن المساجد من أجله وأما الدعوة إلى الخير وإطعام الطعام والصدقة فلا بأس به .
وأمّا بالنسبة لكونه هل هو اجتماع غير مشروع على العبادة ، فإنهم في الحقيقة لم يعلنوا عن الصيام الجماعي ، وإنما أعلنوا عن الإفطار فقط فلا بأس به ، والله أعلم " انتهى .
ثالثا :
ليلة السابع والعشرين من رمضان هي إحدى ليالي الوتر من العشر الأخير ، والتي تكون فيها ليلة القدر ، على ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ غير أن ليلة القدر ليست متعينة في هذه الليلة ، على الصحيح ؛ بل هي متنقلة فيها وغيرها من ليالي العشر ، وإن كانت هذه الليلة هي أرجى هذه الليالي .
وبناء على ذلك : فلا يصح الجزم بأنها ليلة القدر دائما ، ولا اعتقاد ذلك ، وإن زاد في صلاته ، أو اجتهد فيها أكثر ، على اعتبار أنها أرجى ليالي العشر : لم يكن به بأس إن شاء الله .
وأما تخصيصها بختم القرآن فيها ، فمما لا ينبغي فعله ، لئلا يعتقد أنها ليلة القدر ، على وجه الجزم ، ولا نعلم أصلا لذلك من هدي السلف .
وأما توزيع الحلوى فيها : فلا نعلم له أصلا ، ويظهر أن ذلك نوع من اتخاذها عيدا ، فلا يشرع تخصيصها به ، بل لا يشرع تعمد ذلك فيها أو في ليلة سواها ، بناء على ما لها من الفضيلة .
وإن كان المقصود من هذه الحلوى هو التودد إلى هؤلاء الصغار والإحسان إليهم ، فينبغي أن لا يكون ذلك خاصاً بتلك الليلة ، بل كلما دعت الحاجة إليه يكون مشروعاً .
والله أعلم.
تعليق