الحمد لله.
ينبغي إحسان الظن بالمسلم ، وحمله على السلامة والبراءة إذا لم يوجد ما يدعو للشك والريبة ، لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا ) الحجرات/12 .
وهذا الأدب القرآني من أسباب الراحة والسعادة والاطمئنان ، فإن سوء الظن يدعو للبحث والتفتيش وربما قاد إلى التجسس ، أو إلى نحو ما قمت به من تصرف ، وهو تصرف خاطئ لأنه قد يجرئ الزوجة على محادثة الرجال في الأمور الخاصة كما ذكرت .
وأما التحدث معها باسم مختلف ، فليس ذنبا - بالنظر إلى ذاته- ، إنما الكلام في باعثه ، وفيما يترتب عليه ، فإن كان باعثه الظن السيء ، من غير وجود أدلة أو قرائن تدعو إليه ، فهذا فيه مخالفة لما أمر الله به من اجتناب الظن السيء .
والسعي لإيقاع الزوجة في بعض الذنوب خطأ أيضا ولو كان المراد هو اختبارها ، ولو فرض أنها استجابت ووقعت في ذنب ، لم يكن هذا دليلا على أنها كانت منحرفة ، أو ارتكبت هذا الذنب قبل ذلك ، لأن النفس قد تضعف في لحظة أمام الإغراء والتزيين .
وبهذا يتبين أن هذا المسلك لا يفيد ، بل قد يضر ، فيشجع الزوجة على المعصية ، ويزيد الشاك شكا دون أن يوقفه على حقيقة الأمر .
والأولى من ذلك أن ترعى زوجتك بالاتصال والزيارة ، ودعوتها للخير ، والعمل على زيادة إيمانها وتقواها ، وأن تسكنها بقرب أهلك أو بقرب جيران صالحين ، فهذا من أسباب الاستقامة والبعد عن الشر .
ثم الأهم من ذلك كله : ألا تطيل الغياب عنها ، لأجل جمع المال ، بل قصر فترة سفرك ما استطعت ، حتى ولو ترتب على ذلك أن تتكلف مالا أكثر ، أو يقل كسبك من المال ، فالحرص على زوجتك ، وعفتها ، ومراعاة حقها : أولى وأوجب .
وينظر جواب السؤال رقم (13318) ورقم (145815) .
والله أعلم .
تعليق